يبدو أن الرسوم المتحركة قد أساءت قليلًا إليّ فرغم أنني أحد أكثر الحيوانات الاجتماعية إلّا إنني على يقين تام بأنّ أحد أبناء جنسي لن يقع يومًا في غرام أنثى بالكاد يتجاوز طولها نصف ساقه (أنثى فرس النهر في فيلم مدغشقر)!
لتُحضر لي مكّبر صوت فإن كنت سأتحدث معك اليوم (إستثنائيًا) بالعربية فهذا لا يجعلني قادر على رفع صوتي أكثر من ذلك… حسنًا الآن أفضل بكثير فصوتي منخفض جدًا بالنسبة لآذانكم أنتم البشر.
لست بحاجة إلى ذكر أنّني حيوان فقّاري حيث إن رقبتي التي يصل طولها إلى 1.8 متر هي أكثر ما يميزني ولكن لا تتعجب عندما أخبرك أن هذه الرقبة التي يتجاوز طولها طول قامة الكثير منكم أنتم البشر تتكون من 7 فقرات فقط مثل رقبتكم ولكن بالتأكيد مع فارق الحجم الكبير فرقبتي وحدها تزن 270 كجم وهي نسبة ليست بالهينّة من إجمالي وزن جسدي الذي يصل في الإناث البالغة إلى 680 كجم بينما في الذكور 1360 كجم ومع هذا الوزن الثقيل لابد من الإمدادات الكافية لذا لا يُصيبك العجب عندما تعلم أن وزن قلبي يصل إلى 11 كجم ورئتي تتسع لـ55 لترًا من الهواء في مقابل 6 ليترات لدى البشر.
ورغم أن رقبتي الطويلة هي وسيلتي للوصول لأفضل أوراق الأشجار إلا أن هلاكي قد يكون بها أيضًا؛ وذلك لأن انخفاض رقبتي للأرض هو منظر شديد الإغراء للكثير من مفترسي البرية وهذا ما يدفعني إلى الاقتصاد قدر الإمكان في الإنخفاض لشرب المياه فقد اعتدت على استخلاصه من غذائي النباتي ويمكنني عدم اللجوء لشرب الماء لمدة تصل لأسابيع؛ كما أنني اقتصد أيضًا في مدة نومي التي لا تتجاوز 30 دقيقة (غير متواصلة في أغلب الأحيان) يوميًا.
كما أنّ إناثنا تلد وهي واقفة قاذفةً المولود من ارتفاع يصل إلى 1.5 متر وربما هذا هو السر في كون صغارنا سريعي الإعتماد على النفس؛ فالمولود يتعلم المشي في غضون ساعة واحدة بعد الولادة ولكن هذا لايمنع الإناث من إحاطته بالكثير من الرعاية حتى البلوغ.
إعداد: مريم عبد الله
صفحة الفيسبوك | الانستجرام | تويتر | تيليجرام | جوجل نيوز