لا تغريك عيوني المتسعة التي ذاب فى عشقها كثيرٌ منكم أيُها البشر؛ فوراء تلك الأعين الساحرة وهذا المنقار الصغير أكثر بكثير مما يمكن أن تتوقعه!
فأنا أحد أقدم الطيور الجارحة على وجه الأرض، وتعود بعض حفرياتي إلى ما يقرب من 70-80 مليون سنة.
إلا أنني أختلف عنهم في أن الليل هو وقت النشاط الخاص بي؛ ولهذا فإن لدي من المقومات ما يسَّرت عليّ ذلك؛ حسنا! ما الذي تبادر إلى ذهنك أولًا؟! عيناي، أليس كذلك؟ إلا أنك ستكتشف معي بعد قليل أنه يمكنني أن أغلق عينيّ وأصطاد فرائسي اعتماداً على سمعي فقط!
فبالرغم من تلك الأعين الواسعة التي أملكها إلا إنها ليست كأعينكم أنتم البشر؛ فعينيّ تكاد تكون غير متحركة، فهما أسطوانيتا الشكل، وكبيرتان لدرجة التلامس من الداخل؛ لذا فهما لا تتحركان بسهولة ولكني أحاول التغلب على تلك المشكلة بطريقة أخرى؛ فمع رقبة تحتوى على 14 فقرة يمكنك أن تتخيل كيف لي أن أحرك رأسي بطرق مختلفة؛ ولكني استفدت من مساحة عينيّ الواسعة في تجميع أكبر قدر ممكن من أشعة الضوء كما أنها مبطنة من الداخل بطبقة تعكس الأشعة الضوئية؛ بحيث أنها تثير الأعصاب البصرية لديّ مرتين بدلًا من مرة واحدة.
أما عن أُذنيّ فإنهما تقعان على مستوى مختلف من رأسي، وهذا يجعلهما تستقبلان الصوت على فترات زمنية مختلفة، وهنا يمكنني الإعتماد على حركة رأسي مرة أخرى بحيث يمكنني التنصت على فرائسي كما ينبغي. فرائسي التي يمكن أن تكون قوارض صغيرة أو حتى ظَربان؛ نعم، ظَربان لا تتعجب كثيرًا، بل يجدر بك أن تتجنب إزعاجي أثناء غفوتي النهارية.
إعداد: مريم عبدالله
صفحة الفيسبوك | الانستجرام | تويتر | تيليجرام | جوجل نيوز