في ليلة أطل فيها القمر على استحياء؛ تسلل كلاهما خلسة مخترقين المنطقة المحظورة…
كانا عالم الچيولوچيا وخادمه، فقد كانا في استضافة إحدى القبائل البدوية في صحراء سيناء حيث جاء العالم باحثًا عن صخور جديدة ولكن فضوله لم يمنعه من كسر قواعد القبيلة و التوغل في تلك المنطقة.
بعد ساعات قليلة من السير، تاه الإثنان في ظلام الليل ثم توقفوا فجأة عندما رأوا مجموعة من الفرسان ذوي الأقنعة والأغطية الغريبة تأتي تجاههم فحدثهم القائد “من أنتم وما الذي أتى بكم إلى هنا؟”
رد العالم وكان قد أخذ الخوف نصيبه منه “انا عالم چيولوچيا وهذا خادمي، كنت أبحث عن بعض الصخور ولكني ضللت الطريق”
قاطعه القائد ساخرًا “حسنًا، ولكني سأريحك من مشقة البحث”، ثم سلَّ سيفه وهمَّ بقتلهم مستخدمًا يده اليسرى لأن اليمنى مبتورة ولكن توقف فجأة عندما سمع رهز الأحصنة يأتي من بعيد ففر هاربًا هو ومن معه.
تسمر عالم الچيولوچيا فكان على وشك أن يلقى حتفه ولكن إزداد ذعره عندما رأى مجموعة أخرى من الفرسان بنفس الرداء فها هو أمام عصابة أخرى!
ولكن هدأ روعه عندما أخبره القائد بأنهم حرس الحدود فقص عليه العالم ما حدث له فأخذهم الحرس وأعادوهم إلى القبيلة ولكنهم كانوا قد استثاروا غضب شيخ القبيلة بفعلتهم لأنه قد حذرهم من التوغل في تلك المنطقة.
أخبره العالم بما حدث ولم يشغله غضب الشيخ كل ما كان يهمه هو إشباع فضوله فقال محدثًا الشيخ “ولكن لم حذرتنا من تلك المنطقة ؟”
فأجابه الشيخ “هذه المنطقة مليئة بالهجانة وقاطعي الطرق بالإضافة إلى حقول الألغام فمن يذهب لا يعود” ولكن قاطعه العالم “ولكن لم هذا الرداء الذي يرتديه الهجانة وحرس الحدود؛ فربما الهجانة لكي لا يتعرف عليهم أحد ولكن لم حرس الحدود؟ ”
فأجابه الشيخ “إنها طريشة الجبل”
-“طريشة الجبل! وماذا تكون ؟”
=”هو نوع من الثعابين المقرّنة لها قدرة عالية على ضم جسدها والقفز لبضعة أمتار حيث يمكنها أن تصيب الجمل وراكبه ولذلك يضعوا تلك الأقنعة والأغطية.
طولها لا يتجاوز 25 سم بخلاف نوع أخر في صعيد مصر لكنه أكثر طولًا حيث يصل إلى 95 سم ولا يستطيع القفز نظرًا لكبر الحجم ولديها طريقة أخرى في صيد فرائسها، تلك الثعابين ماكرة وغدارة جدًا؛ لا يتمكن السحرة ولا حتى الحاوين من إخراجها من جحرها، وسمها يتجدد في الفترة ما بين 17 و25 من الشهور العربية حيث تفرغ سمها القديم فيما يقابلها حجرًا أو شجرًا أيا كان، حيث تخرج كمية كبيرة من السم تستطيع به قتل إنسان خلال نصف ساعة فقط!
قاطعه مرة ثانية “ألا يوجد علاج لها ؟”
=”المصاب بلدغتها لا يشعر بسريان السم في جسده والذي يسري بسرعة كبيرة على عكس سم العقرب فسريان السم له أعراض
فقط يبدأ الجزء الملدوغ بالاسمرار ثم التورم الشديد يعقبه موت المصاب إلا إذا ..”
-“إلا إذا ماذا؟! أكمل”
=”إلا إذا تم بتر الجزء الملدوغ ثم كي الجرح ليتوقف النزيف، لذا يحمل البدو دائما الخناجر القوية معهم ولكن منذ زمن ليس ببعيد اكتشفت إحدى القبائل علاج آخر وهو أرحم من البتر”.
-“وما هو؟”
=”عن طريق كي الجزء الملدوغ ولكن هذا بعد دقائق قليلة من الإصابة ولكن العجيب في الأمر ما لم أجد له تفسير أن الجزء الملدوغ كل عام في نفس الميعاد يبدأ بالإسمرار والتورم قليلًا ولكن سرعان ما يعود بعد 3 أو 4 أيام”.
– وهنا استكمل العالم “ربما يكون هذا سبب بتر اليد اليمنى لقائد الهجانة؛ أتمنى فى المرة القادمة أن تلدغه في رقبته”
إعداد: سمر كرم
صفحة الفيسبوك | الانستجرام | تويتر | تيليجرام | جوجل نيوز