هل سبق لك أن لعبت لعبة “Plants Vs. Zombies”؟
هل رأيت كيف يجعل الزومبي من أدمغتنا وجبة صحية ولذيذة؟ نحن بصدد آكل للدماغ آخر ولكن ليس بحجم الزومبي!
بطل هذا المقال كائن وحيد الخلية يتراوح حجمه بين 8-15 ميكرون، إنها الأميبا آكلة الدماغ نايجلاريا فلوري “Naegleria fowleri”. تعيش هذه الأميبا في المياه العذبة الدافئة وفي التربة، وفي العادة تتغذى على البكتيريا ولكن عندما تصيب الإنسان تجعل من دماغه غذاءً لها.
أثناء السباحة في مياه البرك أو الأنهار خلال شهور الصيف —حيث البيئة مناسبة لتكاثر هذه الأميبا— تدخل هذه الأميبا إلى أنف السابح بالاستنشاق ثم تتابع مسارها عن طريق الارتباط بالغشاء المخاطي إلى العصب الشمي “olfactory nerve”، ثم إلى البصلة الشمية “olfactory bulb”، وتتغذى على النسيج العصبي في هذه المنطقة مما يؤدي إلى فقد حاسة الشم والتذوق بعد خمس أيام من دخولها، ثم تستمر بالهجرة على طول الألياف العصبية مما يحفز الجهاز المناعي وتبدأ ظهور أعراض الالتهاب التي تعرف بـ “التهاب السحايا الأميبي الأولي” primary amoebic meningoencephalitis كتصلب الرقبة، والصداع، والغثيان، والقيء، والاستسقاء الذي بدوره يؤدي إلى تدهور الحالة والدخول في غيبوبة ثم الموت. ومن الأعراض الثانوية لهذا المرض أيضا الهلوسة، ونقص الانتباه، وعدم الاتزان، ولكن كيف تعرف طريقها في الدماغ؟!
أكدت بعض الدراسات أن الرسائل الكيميائية بين الخلايا العصبية تعتبر عامل جذب لهذه الأميبا، ولكن ليس عليك القلق البتة، فهذا النوع من الأميبا نادر جدًا ولن تصاب بها حتى في حالة شرب المياه، ولكن على الرغم من ندرته فهذا المرض خطير جدًا ونسبة النجاة منه ضئيلة، حيث بين عامي 1962-2015 توفي 98% من المصابين بهذه العدوى، ولكن كما هو الحال دائمًا هناك امل؛ فقد تطور علاج ساعد فتاة تبلغ من العمر 12 عامًا في ولاية أركنساس بالولايات المتحدة، حيث نجت من العدوى عام 2013 عن طريق حقنها بمضاد للطفيليات antiparasitic يُسمى Miltefosine، يتم إدخاله عن طريق الحقن في الوريد أو الحقن حول النخاع الشوكي.
اذن فليس عليك إلا تجنب الغطس في المياه العذبة الدافئة خلال شهور الصيف وحمامات السباحة الغير محتوية على الكلور كي تبقى في آمان بعيدًا عن تلك الأميبا.
إعداد: هاجر محمد
صفحة الفيسبوك | الانستجرام | تويتر | تيليجرام | جوجل نيوز