كم تكررت هذه الجملة كثيرًا في الفترة الأخيرة، ولكن أين رأيتها في البداية؟
يجب أن أسرع, هل كانت في إحدى روايات الخيال العلمي؟ أم سمعتها في أحد الأفلام؟ لا أستطيع التذكر حقًا… مهلًا, ربما تكون إحدى جمل ذلك المعتوه چولز ڤيرن أو كما يُسمى “رائد الخيال العلمي” في أحد كتبه ولكن معتوه! كيف ومعظم توقعاته صحيحة حتى الآن؟ لا يهم, السؤال الأهم هل ستقضي علينا الآلات حقًا؟ إليك البداية لتحكم بنفسك. (إرسال)
بدأ الأمر في أربعينيات القرن الماضي عندما تم اختراع أول جهاز كمبيوتر رقمي كأول محاولة لصنع عقل إلكتروني, توقف الأمر فترة ثم عاد العمل عليه لتطويره, حتى بلغ الأمر ذروته في أوائل القرن الحادي والعشرين, فلا يمكنك الآن أن تطالع أحد المواقع العلمية دون أن تجد تطور جديد في صناعة الروبوتات حتى أنك ستجد التصميم والطريقة لصنعه بكل سهولة.
بل وأن الباحثين قاموا بصنع الروبوتات الحيوية Bio Robots التي صُنعت لتشبه الكائنات الحية من حيث الشكل والوظيفة وحتى العمليات الحيوية التي تتم داخل جسم الكائن الحي حتى وصلوا في العقد الثاني من القرن ذاته—وهو الوقت الذي ستصلك فيه رسالتي إذا كانت حساباتي صحيحة— إلى صنع الروبوت الحيوي Bio-bot والذي لا يحاكي فقط الكائنات الحية صناعيًا؛ ولكن يحتوي على خلايا عضلية حية تمكنه من المشي والسباحة معتمدًا على نفسه أو على مؤثر خارجي كالضوء أو التيار الكهربي.
وتم اعتبارها في ذلك الوقت آلات حية جزئيًا partially living machine فاحتوائها على خلايا حية يجعلها قادرة على التقدم في العمر والحفاظ على بقائها بعلاج ذاتها إذا جُرحت.
واعتمد النموذج في تصنيعه على هيكل skeleton من بوليميرات تشبه تلك التي تُصنع منها العدسات اللاصقة حتى يتسنى لها الانثناء بسهولة ثم وضع الخلايا الحية عليها وهذا النموذج مستوحى من شكل العظام والعضلات في جسم الانسان.
من الجدير بالذكر أن هذه الخلايا رتبت نفسها لتشكل وحدة واحدة، تنقبض معًا على الرغم من عدم برمجتها لذلك، بل أنه عندما وضعت في سائل قام الروبوت بثني نفسه كما يفعل السباحون ولكن بدرجة مثالية مميزة وقامت بالسباحة أيضًا بدون برمجتها.
ربما سيبدو هذا الأمر مثيرًا بالنسبة لك فالأمر في النهاية سيزيل الكثير من الأعباء من على كاهل البشر، لكن هذا الأمر يجب أن يخيفك قليلًا؛ فالتفاعلات الكهربية أسرع بمقدار مليون مرة عن التفاعلات الكيميائية التي تتم بداخلك مما يعني أن عشرين عامًا من العمل البشري يمكن أن تنجزها الآلة في أسبوع واحد كما وأن الذكاء الاصطناعي Artificial Intelligence للآلة يمكن أن يطور نفسه ليصبح Artificial Super intelligence وهو مستوى من الذكاء يعجز العقل البشري عن تخيله أو التعامل معه، وهناك توقعات في زمنك أن هذا سيجعل الآلة تنظر إلى البشر بدونية فهي لا تكرههم ولكن تعاملهم كما تعامل أنت الحشرات الصغيرة لأنها متطورة عنهم بكثير.
أوشك وقتي على النفاذ، أرغب في إخبارك المزيد عن المستقبل هنا، ولكن لا أملك الوقت، كل ما يمكنني قوله هو أنه يجب أن تتم التجارب تحت مستوى عالي من الحماية، كي لا يتجاوز الأمر السيطرة. كما أن حساباتكم أيضًا صحيحة, سيصل الذكاء الاصطناعي إلى مرحلة Artificial Super Intelligence في خلال خمسين عامًا من الوقت الذي تصلك فيه هذه الرسالة، لقد كان الأمر جنونيًا… احذروا من الذكاء الاصطناعي فهو مرض العصر الجديد.
إعداد: جهاد مدكور
صفحة الفيسبوك | الانستجرام | تويتر | تيليجرام | جوجل نيوز