ماذا لو أخبرك أحدهم أن باستطاعته استرجاع ذكرياتك القديمة تلك التي تراكم عليها غبار الزمن؟!
بهذه الطريقة تمكن العلماء بجامعة Pennsylvania من إجراء التجارب على ما يقرب من 300 مريض يعاني من الصرع وذلك ليتمكنوا من الحصول على المعلومات الكافية لرسم أول خريطة للمخ توضح كيف يمكن تكوين الذكريات؟ فعلوا كما فعلت مريديث في مسلسل “جرايز أناتومي” Grey’s Anatomy عندما كانت تساعد في تجارب لمرضى ألزهايمر؛ أخذوا يسجلوا الذبذبات الكهربائية للمرضى بعدما يعرضون عليهم مجموعة من الكلمات ثم بعد فترة يطلبون منهم استرجاع ما حفظوه وفي تلك الأثناء من بداية عرضهم للكلمات حتى استرجاعها كانوا يسجلون كل هذا من خلال إلكترود مزروع مسبقًا في جزء من المخ…
وجدوا أنه ببداية عرض الكلمات تبدأ عدد من المناطق في المخ بالنشاط ولكن بمعدل ضعيف وفي نفس الوقت هذه الأجزاء (the frontal, temporal, and medial temporal lobes) تظهر معدل بطيء من الترابط وتظل تلك العملية ما بين موجات النشاط والارتباط الضعيف حتى تتكون الذكرى وهذا ما صرح به الباحث “إيثان سولمون” أحد الطلاب بالقسم الخاص بالهندسة الحيوية والمقيمين على البحث…
كما قال الباحث “مايكل كهانا” القائم على مشروع إستعادة الذكريات “Restoring Active Memory Project” بأنه يجب عليهم أن يتأنوا في فهم الذبذبات الكهربائية للمخ وعملية تكوين الذكريات حتى يجدوا ما أطلقوا عليه “النغمة الكهربائية” المناسبة التي يمكن من خلالها تحسين الذاكرة أو معدل استرجاع الذكريات، كما أنهم عليهم توخي الحذر في اختيار أي المناطق في المخ التي عليهم استخدام تلك النغمة عليها، وفي أي الأشخاص؛ فقد وجدوا أن استخدام تلك النغمات الكهربائية في تنشيط بعض المناطق تكون مفيده جدًا ومن شأنها تحسين تكوّن الذكريات فقط إن كان هذا الشخص لديه فشل في تكوين الذكريات أما في الحالات الطبيعية من البشر فإن لها تأثير مدمر على المخ لذلك فهم يحتاجون لسنوات قادمة من البحث العلمي والطبي حتى يتمكنوا من استخدام تلك التقنية في مساعدة مرضى الألزهايمر.
إعداد: آية فتوح
صفحة الفيسبوك | الانستجرام | تويتر | تيليجرام | جوجل نيوز