فى وسط ما نحيا من حياة استيقظت، تناولت إفطارك… إفطار! لا لا ثانيةً! جبن، بطاطس، بيض.
متأكد أنك هرعت من المنزل ذاهبًا إلى أياً يكن.على الجانب الآخر من الحياة هناك من يتضورون جوعًا.. أنا لست هنا لألومك على ما فعلت ولكن إليك ما يحدث لأولئك الناس:
أجسادنا صُممت لكي تتحمل ظروف كثيرة حولنا كزيادة درجات الحرارة أو قلّتها وما إلى ذلك، وكذلك فهى قادرة على تحمل العيش بدون ماء وغذاء ولكن إلى متى؟! تُحسب هذه المدة على شكل مدى؛ أعني من ساعات لأيام أو أسابيع أو حتى شهور فى بعض الحالات؛ فالعديد من المتغيرات تتحكم فى طول أو قصر هذه المدة.
ولكن كيف؟ الإجابة تكمن فى مجموعة من عمليات التمثيل الغذائي الدفاعية أقصد أنه إذا لم تجد ما تأكله ليس معناه أنك ستموت
ستبدأ رحلتنا من آخر وجبة استمتعت بها؛ الجسم منتعش يستخدم الجلوكوز ويأخذ في الاعتبار ويحول بعضًا من الجلوكوز إلى الكبد والعضلات كمخزون.
بعد حوالي ست ساعات قارب الجلوكوز على النفاذ، تقل هذه الفترة مع أولئك الذين يعتمدون فى غذائهم على البروتين وقليل من الكربوهيدرات أو الذين أنهوا للتو تمارينهم الرياضية. ستشعر بالجوع والذي يعتبر أول دفاع من الجسم ضد المجاعة، سيعطيك جسدك فرصة للبحث عن الغذاء ولكن لا تنس أنّ مجرد التفكير يسرق من مخزونك حيث يستخدم المخ وحده 25% من الطاقة ناهيك عن الوجع الشديد نتيجة للتقلصات في بطنك.
الوقت يسرقك، لا محالة ستضطر إلى استخدام الدهون وبالفعل تبدأ عملية تكسير الدهون وتزيد الأحماض الدهنية (الناتجة عن تكسير الدهون)، يتبعها زيادة في الأجسام الكيتونية (الناتجة من استخدام السابقة في الحصول على الطاقة). وهنا تكمن المشكلة يجب أن تعلم أنّ الغذاء المفضل للمخ هو الجلوكوز لذا سيعترض فى هذه المرحلة، ولكن اعتراضه سيكون بلا فائدة، وسيضطر إلى الرضا بقليله من مخزون الجلوكوز المتبقي في الكبد والعضلات في حين أن باقي الجسد قَبِل بالتعويض من الأحماض الدهنية وهذا بعد مرور يوم إلى يومين، ومع استمرار الوضع سيقبل راغمًا بالأجسام الكيتونية مع تقليص احتياجاته من الجلوكوز.
بالفعل قد بدأت تبدو نحيلًا الآن ولا مانع من بعض الدوار والتعب وشيئًا من الإمساك والجفاف. لايزال لدى المخ بالكاد جزء من الجلوكوز ولكنه لا يشبعه مطلقًا فلن يستمر ساكتًا، وإنما سيلجأ لاستخدام البروتين من العضلات، وتبدأ الخلايا فى تكسير البروتين منتجةً الأحماض الامينية والتي يتم تحويلها إلى الجلوكوز وقد عادت الضحكة للمخ الآن، ولكن الجسد ليس كذلك إنّه الآن يأكل نفسه حرفيًا. لولا أنه يستطيع اختيار ما يأكله أولًا لكنت انتهيت باكرًا فهو يبقيك حيًا علك تقدم له حلًا.
علينا الاعتراف فالجسد فى حالة تدهور شديد، وستبدأ الحلول بالاختفاء تدريجيًا (جلوكوز ثم دهون ثم أنسجة ثم عضلات)، وتنفذ الطاقة وخلايا المناعة كأُخراها من الخلايا لا تجد شيئًا، وسنقدم على النهاية والموت وشيكًا، وسيكون إما بسبب مرض مناعي ناتج عن أنواع بكتيريا تافهة لكن الجسد غير مستعد للدفاع أو نتيجة أزمة قلبية والناتجة عن تآكل أنسجة الجسم أو عدم التوازن فى الـ”electrolytes” بسبب الأجسام الكيتونية الموضحة سابقًا.
إعداد: إنچى رستم
صفحة الفيسبوك | الانستجرام | تويتر | تيليجرام | جوجل نيوز