أثبتت الدراسات أن مناطق تحت المهاد Hypothalamus، والمناطق المتطورة بالإنسان عن غيره من الأحياء Limbic System هي المناطق المسؤولة عن الرغبة الجنسية.
كما وُجد أن بعض التجمعات العصبية في منطقة تحت المهاد تزيد في الذكر عنها في الأنثى مما يفسر سعي الذكور للجنس أكثر من الإناث حيث إن الذكر يكرس حياته للجنس مرتين أكثر من الأنثى ويفكر به أكثر مما تفكر به الأنثى وهذا يمكن تفسيره بأن الذكر كان باحتياج لممارسة الجنس أكثر قديما للحفاظ على استمرار نوعه خوفًا من الانقراض نتيجة الحيوانات المفترسة التي كانت تعيش في بيئته قديمًا، كما أثبتت الدراسات أن الرغبة العاطفية تعتمد على مناطق معينة تنشط بكثرة عند إثارة الأنثى عاطفيًا مثل منطقة العواطف والذاكرة Hippocampus ومنطقة Amygdala، فالأنثى عندما تخبر شريكها أنها تتذكر له عدم إتيانه بهدية لها في عيد ميلادها فهي لا تكذب، حيث إنه عندما يأتي الحديث عن الحب والجنس لدى الأنثى يأتي الحديث عن الذاكرة والمشاعر.
عملية الإنجذاب لشخص معين من الجنس الآخر هي عملية خاصة لكل فرد منا بالأساس، فكل فرد يبحث عن صفات معينة بالطرف الآخر، إلا أن هناك الكثير من الأشياء المشتركة التي يبحث عنها الكثير من الناس، ككيماويات رائحة الشريك الآخر Pheromones التي تعد مؤشرًا على سلامة الطرف الآخر من حيث اختلاف البروتينات المناعية لدى كل من الذكر والأنثى وبالتالي نسل أكثر صحة وهذا يفسر اهتمام الطرفين بالعطور والروائح الجيدة، وهذا يتحدد عن طريق لاوعي الطرفين. تبحث الأنثى أيضًا عن رجل قوي العضلات ليتمكن من حمايتها ونسلها، وتبحث عن رجل ذكي ليتمكن من حل المشاكل المختلفة، في حين يبحث الذكر عن أنثى جميلة ذات جسد قادر على احتمال الحمل ورعاية أطفاله.
هناك سؤال يطرح نفسه؛ ما هو التفسير العلمي الذي يجعل شخصين غير مناسبين يتواجدان مع بعضهما مدة أطول من المفترض التواجد عليه؟
وجدوا أن عند حدوث اتصال جنسي بين الشريكين وحدوث النشوة الجنسية Orgasm، يفرز الجسم هرمون الأوكسيتوسين Oxytocin ذلك الهرمون الذي يشعرك بالأمان والدفئ، فهو مُسمَّى بهرمون الحب، لذلك يُفضل الشخصان البقاء معًا مدة أطول نتيجة لتقوية الرابطة العاطفية بينهما بهذا الهرمون.
ومن المتفق عليه أن الدماغ هي التي ترسل الإشارات للأعضاء الجنسية فتثيرها ولكن أيضًا الدماغ ترسل إشارات للتحكم بهذه الرغبة من القشرة المخية الأمامية Frontal Lobe حيث يكمن بها مراكز إتخاذ القرار وبالتالي تعطي الإنسان خصيصة فريدة من نوعها وهي إمكانية التحكم في هذه الرغبة وعدم اشباعها إلا في الوقت المناسب.
إعداد وتدقيق: ريهام الجيوشي ، محمد إيهاب
صفحة الفيسبوك | الانستجرام | تويتر | تيليجرام | جوجل نيوز