ننام لنستعيد طاقتنا، وأثناء النوم تتغير حالة أدمغتنا خلال عملية يتم فيها التخلص من نواتج العمليات الحيوية والخلايا غير الفعّالة داخل المخ.
عملية التنظيف يقوم بها نوعان من خلايا المخ، أولهما: الـ”microglial cells” وهذه تبتلع الخلايا المسنّة التي زاد عمرها عن الحد المسموح به من خلال الـ”Phagocytosis”، والثانية هي الـ”astrocytes” وتقوم بتقليم التشابكات العصبية التي أُنهكت في العمل لفترات طويلة وصارت مستهلكة.
أما عن تجربة أجراها باحثون – بجامعة “The Marche Polytechnic” الإيطالية- بتعريض 4 مجموعات من الفئران لفترات مختلفة من النوم، ورصد استجابة أدمغتهم، فقد وجدوا أنّ نفس عملية التنظيف تحدث لديهم جميعًا، لكنّها- في الفئران التي حُرمت النوم والأخرى التي نامت زمنًا قصيرًا- زادت فانقلبت إلى الضد فكانت نسبتها في الفئران التي حصلت على قسط طبيعي من النوم 5.7% بينما وصلت إلى 8.4% و 13.5% في مجموعتي الفئران التي حرمت من النوم لفترات مختلفة؛ حيث ارتفع معدل عمل الخلايا المبتلِعة وازداد نشاطها، فالتهمت الـastrocytes أجزاءً من التشابكات العصبية المهمة والضرورية داخل المخ، وكأنما أصابها الجوع الشديد، وبدأ المخ يتآكل بواسطتها.
وفيما يلي بعض أضرار نقصان مدة النوم والحرمان منه:
- الإرهاق وتباطؤ رد الفعل وضعف القدرة على اتخاذ القرار والتركيز والتنبه، قِس على ذلك العديد من حوادث السيارات.
- زيادة احتمالية الإصابة بأزمات قلبية، وفشل القلب، وارتفاع ضغط الدم، والسكتة الدماغية، والسكري مما يضع الشخص في خطر الموت.
- الإصابة بالإحباط وكثرة النسيان، ويتعلق بالألزهايمر.
- إفراز كميات كبيرة من هرمون الكورتيزول المدمر لبروتين الكولاجين الذي يحافظ على الجلد ناعمًا ومرنًا.
- نقص إفراز هرمون النمو الذي يبني العضلات ويقوي العظام ويزيد سُمك الجلد.
- زيادة الشعور بالجوع وانفتاح الشهية ومن ثَم السمنة؛ وذلك لأن نقص النوم يقلل نسبة المادة التي تحفز شعور الجسم بالشبع، ويزيد المادة المحفِّزة للشعور بالجوع، كما أنّه يزيد ولعك بالتهام الأطعمة الدهنية والكربوهيدرات.
لا ندعو إلى قضاء اليوم بأكمله في النوم، ولكن علينا التوسّط واتباع العادات السليمة، والآن يبقى السؤال؛ هل يمكن تعويض الخلايا العصبية التي تم ابتلاعها؟
إعداد: مروة علي
صفحة الفيسبوك | الانستجرام | تويتر | تيليجرام | جوجل نيوز