كثيرًا ما حيرتني كلمة “النسبية”… فما معنى أن يكون الشيء نسبيًا! الشيء أما أن يكون أبيض أو أسود، كثير أو قليل. لكن مع الوقت واصطدامنا بالحياة ومشاكلها فإننا ندرك وجود شيء يسمى اللون الرمادي، بل ودرجات مختلفة منه… فالحقيقة الثابتة تكاد تكون شيء يصعب رؤيته في عالمنا. قد تُصدم بحقيقة أن الأرقام ذاتها ليست ثابتة… بمعنى أدق مدلول تلك الأرقام.
واحد من كل 59 طفل أمريكي —في الثامنة من عمرهم— يعانون من التوحد… أي ما يعني ثلاثة مرات زيادة في أعدادهم عن عام 2000 وذلك وفقًا لتقرير مراكز التحكم ومنع انتشار الأمراض الصادر عام 2004. النسبية في ذلك هي أن تلك الزيادة لا تعكس الزيادة الكمية أو زيادة عدد الحالات المسجلة بقدر ما تعكس زيادة معرفتنا في التعرف على أعراض ذلك الاضطراب. المفرح أيضًا هو زيادة الدعم الموجه لمن يعانون من التوحد وانخفاض حدة الإحساس بالعار أو الخجل بين أفراد المجتمع تجاة من يعانون ذلك الخلل الچيني.
أيضًا لا تزال هناك بعض الأمور المحيرة في السجلات الرسمية وما تحويه من أرقام واحصائيات. فمثلًا يزداد إصابة الأشخاص ذوي البشرة البيضاء بذلك الاضطراب… أيضًا نسبة إصابة الإناث إلى الذكور هي 1:4. قد تسأل أين المحير في ذلك والحقيقة أن المحير هو أن ذلك قد يكون ناتج عن عدم معرفة الأطباء والمتخصصون بالأعراض التي يفترض وجودها عند الأشخاص غير البيض أو الإناث.
كما يوجد اختلاف بين الأرقام المسجلة بالولايات المختلفة حيث سجلت نيوچيرسي أكبر عدد من الحالات والذي يرجع لأن بعض الولايات تكون أكثر تنظيمًا في جمع البيانات عن الأخرى. المدهش أيضًا وجود أعداد أكثر من المسجلة في الإحصائيات الرسمية نتيجة ضياع بعض المعلومات.
في الختام، أهم ما في ذلك التقرير هو أنه يعكس زيادة معرفتنا تجاه ذلك الاضطراب وزيادة دعمنا لمن يعانون منه.
إعداد: محمد فريد
صفحة الفيسبوك | الانستجرام | تويتر | تيليجرام | جوجل نيوز