اجهزة قياس السكر الجديدة

اجهزة قياس السكر الحديثة
  |   صحة

دخل كل بيت، و ارتبط بأحد أفراده، بل عاش داخله و كأنه جزءٌ منه؛ فمن منا لا يملك قريبًا أو حبيبًا مصابًا بداء السكري؟! فقد أوضحت الإحصاءات التي أجرتها منظمة الصحة العالمية WHO لعام 2015 أن 244 مليون إنسان حول العالم يعيشون تحت وطأة هذا المرض؛مما يعني وجود واحد من كل أحد عشر شخص مصاب بالسكري، و تشير التوقعات أنه بحلول عام 2040 سترتفع النسبة إلى شخص مريض لكل عشر أصحاء في حال لم يطرق باب العلاج جديد.

بدايةً، دعني آخذك في جولة تعريفية بذلك الضيف الثقيل قبل أن نسافر لكوكب العلم لنرى إنجازات لم يسبق أن خطرت ببالك لضيافته بل و الترحيب به!

لدينا نوعان من مرض السكري:

-النوع الأول و الأكثر ضراوة (insulin- dependent diabetes) و الذي يتخذ ضحاياه عادةً من صغار السن من الأطفال و المراهقين -و لكن هذا لا يمنع حدوثه في كبار السن أيضًا، يكمن الخلل في هذا النوع في أن الجهاز المناعي يهاجم خلايا جزر لانجرهانز (islet cells) و التي من شأنها قياس مستوى السكر في الدم و إنتاج الكمية الملائمة له من الأنسولين. إذا تعطل إفراز الأنسولين مما تسبب في ارتفاع سكر الدم.

– أما عن النوع الثاني و الأكثر شيوعًا (insulin-resistant diabetes) فإن خلايا الجسم تعجز عن استخدام الأنسولين بالكفاءة التامة، يستجيب البنكرياس في البداية بمضاعفة كمية الأنسولين التي يفرزها ليضمن مستوى طبيعي للسكر في الدم و لكنه سرعان ما يصيبه الخمول و لا يقدر على المواصلة، فينخفض إنتاج الأنسولين و يرتفع سكر الدم أيضًا.

سواءً هذا أو ذاك، فلا مفر من المواجهة؛ كي لا يتعرض المريض لواحدة من المضاعفات مثل فقدان البصر، الدخول في سكتة دماغية، أزمة قلبية، فشل كلوي أو حدوث غرغرينا في أحد أطرافه فيلجأ إلى بترها، خاصةً إذا كان من أصحاب النوع الأول.

إذن فالتعايش مع المرض هو سبيل النجاة، فيجب على المريض أن يتحمل أعباء مرضه فضلًا عن آلامه و أن يتبع نظامًا غذائيًا خاصًا، يقلل من السكريات قدر الإمكان و يتابع قياس سكر الدم، ضغط الدم وكذلك وزنه باستمرار.

و لكن أما من أحدٍ يشعر بتلك المعاناة و يحاول رفع المشقة عنهم؟! بالطبع هناك؛ فمنذ متى و التكنولوجيا تبخل علينا بالراحة أو تتوانى عن توفير بدائل سهلة. و في هذا المقال سأعرض عليك بعضًا من إنجازات التكنولوجيا لتيسير حياة مرضى السكر، فقط أعطني بعضًا من وقتك و انتباهك لأدهشك بالجديد.

اجهزة قياس السكر بدون وخز

اجهزة قياس السكر بدون وخز

1-عدسات لاصقة رقمية تقيس مستوى سكر الدم من خلال الدموع!

أول من دق الباب كانت شركة Google بالتعاون مع شركة Novartis عام 2014 بالإعلان عن عدسات لاصقة رقمية مزودة برقائق إليكترونية دقيقة جدًا في أحد جوانبها المقعرة و التي تستشعر مستوى الجلوكوز في الدموع و من ثَم في الدم و ترسل البيانات عبر هوائي دقيق جدًا مثبت بها إلى تطبيق مثبت على جهازك الذكي. و على الرغم من الجدل القائم بشأن طرحها في الأسواق، إلا أن الأمل في استخدامها يومًا ما لا ينقطع.

2- برنامج قياس السكر في الدم للأندرويد

هذا ما سارعت إليه بالفعل شركة MySugr الأسترالية والتي طورت من التطبيقات التي تُمكن مرضى السكر من متابعة مرضهم و أضافت لها بحيث تبعدهم عن الملل.
من بين هذه التطبيقات تم تخصيص واحدٍ للأطفال المصابين (MySugr junior App) و الذي يبدو كلعبة؛ يحصد الطفل النقاط مقابل متابعة سكره و التزامه بالعادات الصحية بهدف الوصول إلى مجموع معين كل يوم ليفوز، كما يُمكن هذا التطبيق الآباء من الإشراف على علاج أطفالهم في حال عدم تواجدهم معهم.

3- بنكرياس صناعي!

بنكرياس صناعي

من أستراليا إلى الولايات المتحدة حيث قام مهندسون بجامعة بوسطن باختراع جهاز يحاكي عمل البنكرياس، حيث يقيس مستوى السكر في الدم باستمرار و بحسبة معينة يقوم بها جهاز الكمبيوتر المتصل مع الجهاز يحدد ما إذا كان الجسم في حاجة إلى الأنسولين أم الجلوكاجون سريع المفعول و كذلك الكمية المطلوبة أيضًا و يقوم بضخها تحت الجلد.

هذا الجهاز سيغير مجرى حياة مرضى السكري تمامًا و لكن بعض المعوقات كانت بانتظاره؛ إذ تعذر طرحه في الأسواق. و لكن لم يستسلم مجتمع مرضى السكر لهذا الظلم، فقاموا بحملة على مواقع التواصل الاجتماعي تدعى wearenotwaiting# تطالب بالسماح لجهاز البنكرياس الصناعي بالتداول في الأسواق. و بالفعل كُللت جهود هذه الحملة بالنجاح حينما وافقت المنظمة الأمريكية للغذاء و الدواء على الجهاز.

4- مواقع يسجل من خلالها المريض كل ما يخص صحته.

قد يبدو للبعض هذا الأمر سخيفًا أو غير ضروري، و لكن إذا أردت إن تعيش أطول وبصحة أفضل فعليك تدوين كل ما يخص صحتك. قام Doug kanter بالتجربة بالفعل حيث سجل بياناته كاملة لعامٍ كامل: مستوى السكر في الدم، جرعات الأنسولين، الوجبات التي يتناولها، حتى الرياضة التي يمارسها. و بناءً على نجاح تجربته أسس شركته Databetes و التي تسهل على المرضى تسجيل و متابعة بياناتهم، كما يمكنهم الاستفادة من خبرة بعضهم البعض و تقديم النصيحة أيضًا، فلا أحد ينكر فعالية العلاج الجماعي، كما توفر تاريخًا مرضيًا مفصلًا و صادقًا مما يسهل مهمة الطبيب المعالج.

5- جهاز ماسح للغذاء يتعرف على كمية السكر في قطعة صغيرة من الطعام!

في هذا الصدد كانت هناك ثلاث محاولات.

  1. أولها قامت بها شركة TellSpec الكندية و التي صنعت جهازًا بحجم اليد يحلل الطعام و يخبرك عن مكوناته و الجزيئات الكبيرة بداخله و لكن خروجه إلى النور في تأجيلٍ مستمر.
  2. و ثانيها شركة SCiO الإسرائيلية و التي تقول بأنها توصلت إلى ماسح يحلل الطعام أو الدواء في أجزاء صغيرة من الثانية و يتعرف إلى تكوينها الجزيئي و يُظهر النتائج عبر الهاتف الذكي للمستخدم، و لكن الماسح الذي أطلقوه مخيب للآمال حيث لم يفِ بتلك الوعود.
  3. أما عن آخر تلك المحاولات كان الجهاز الكاشف للجلوتين في الطعام (Nima-Gluten sensor) الموجود حاليًا بالأسواق و الذي صنفته مجلة Time الأمريكية كواحد من أفضل 25 اختراع في عام 2015.

الجميل في هذا الجهاز هو أنه يحلل عينة صغيرة من الطعام ليكشف عن الجلوتين بها في دقيقتين إضافةً إلى سهولة حمله و تصميمه الجميل. و تطمح الشركة إلى تطبيق تقنية مماثلة للكشف عن عناصر غذائية أخرى.

6- أجهزة صغيرة لقياس السكر

يضطر مريض السكر عادةً أن يحمل جهاز قياس السكر التقليدي بمكوناته الكثيرة في جميع تنقلاته، و لكن لمَ كل هذه المشقة في وجود جهاز مثل Dario و الذي يجمع كل قطع جهاز قياس السكر التقليدي في جهاز واحد بحجم الجيب و الذي يرتبط بتطبيق على الهاتف النقال لمتابعة مرض السكر بكفاءة و سرعة و دقة أعلى.

هذا التطبيق هو ثمرة شراكة Medtronic -و الذي طالما ساعد مرضى السكر- مع شركة IBM Watson في 2016 و يعطي المريض معلومات تفصيلية عن معدل إفراز الأنسولين، مستوى الجلوكوز، و تناول الكربوهيدرات.

7- جهاز قياس السكر لاسلكي

فقط لأجل أولئك الذين يضطرون لوخز أنفسهم 3 أو 4 مرات يوميًا للحصول على قطرات الدم لقياس السكر، كشفت شركة Abbott الطبية الستار عن هذا الجهاز FreeStyle libre.

من خلال تقنية الوميض و جهاز صغير حساس يرتديه المستخدم أعلى ذراعه يقيس الجهاز مستوى الجلوكوز في السائل البيني للخلايا بدقة عالية و لو كل دقيقة!

8- لاصقات رقمية تبدو كالوشم على الجلد!

اخترع الباحثون لاصقات إليكترونية تستشعر الجلوكوز الزائد في العرق، و تبدأ تلقائيًا برفع حرارة إبر فائقة الدقة لتعبر الجلد أسفلها و تحقن الأنسولين.
و يسعى الباحثون في MC10 بالتعاون مع الأستاذ المساعد في جامعة Seoul الدولية لتطوير تلك اللاصقات لتتمكن من قياس العديد من العلامات الحيوية في نفس الوقت.

نحن الآن بانتظار حياة هانئة لمرضى السكري؛ فالتقنيات السابق ذكرها مبشرة بالخير و تريح سواعدهم المتعبة من الكثير، و لكن هذا لا ينفي احتياجنا إلى حلول عاجلة وفعالة لهذا المرض كي نطوي صفحته للأبد.

الصيام قد يعالج مرض السكري

زراعة خلايا بيتا لعلاج السكري

المؤلف - ريكاب

مجلة علوم عربية تهتم بتقديم محتوى علمي لنشر الثقافة العلمية والإحاطة بكل ما هو جديد في مجالات الهواتف الذكية والإنترنت.

لا يوجد تعليقات

كتابة تعليق