هاتفك المحمول أكثر قذارة من حمّامك!

هاتفك المحمول أكثر قذارة من حمّامك!
  |   علوم

كم مرة تمسك هاتفك في اليوم لتتصفح بعض مواقع التواصل الاجتماعي أو لتقوم بإجراء اتصال؟

الأمريكيون مثلًا يتفقدون هواتفهم قرابة ٤٧ مرة في اليوم الواحد. نحن نستخدم الهاتف في كل وقت وفي كل مكان تقريبًا، حتى أثناء تناول الطعام أو داخل الحمام، وفي الأوقات التي من المفترض أن نغسل فيها أيدينا، نتصفح الهاتف بدلًا من ذلك، كل هذا يجعل الهاتف وسيلة مواصلات مثالية للعديد من الميكروبات والجراثيم.

هناك العديد من الدراسات حول عدد الميكروبات التي توجد على الهاتف المحمول، لكن دراسة حديثة وجدت أن هناك حوالي أكثر من سبعة عشر ألف ١٧٠٠٠ نوعًا من البكتيريا على هواتف طلاب المدرسة الثانوية! وقد وجد علماء من جامعة أريزونا أن عدد الميكروبات على الهاتف المحمول أكثر بعشرة أضعاف من تلك الموجودة على مقعد الحمّام، مثل بكتيريا الإي كولاي “E.coli” والبكتيريا العقدية “Streptococci”.

ولكن لحسن الحظ تقول هذه الدراسات أن معظم تلك الميكروبات لا تسبب العدوى للإنسان، أو بالأحرى تواجدها على هاتفك ليس من الضروري أن يُصيبك بالعدوى حيث أن ليست كل أنواع البكتيريا تمتلك تلك الروح الشريرة التي تريد إيذاءنا، فهناك بعض الأنواع الصديقة للجسم والتي لا تسبب أي نوع من الأمراض، مثل تلك الموجودة على سطح الجلد “Skin Microbiota” ، والتي يوجد منها أكثر من ٥٠٠ نوع وتمثل حوالي ٣٪؜ من وزن الجسم، وتلك البكتيريا المفيدة تمثل خط الدفاع الأول للجسم ضد الأجسام الخارجية الضارة، حيث تقوم بتحفيز الجهاز المناعي للإنسان للاستجابة السريعة لمنع استيطان تلك الأجسام الضارة على الجلد، وتواجد البكتيريا على الجلد بصورة متوازنة يجعل الجلد يبدو بمظهر صحّي، واختلال هذا التوازن يمكن أن يحدث نتيجة للقلق والتوتر والذي يؤدي إلى ظهور العديد من الأمراض مثل التهابات الجلد وحب الشباب.

أيضًا تُصنف بكتيريا الإي كولاي “E.coli” من البكتيريا الصديقة، والتي تعيش في أمعاء الإنسان والحيوانات وتساعد في هضم العديد من أنواع الطعام، وتساعد في تصنيع ڤيتامين ك “vitamin K”، والذي يدخل في عملية تجلط الدم، وتمثل أيضًا حاجزًا داخل الأمعاء يمنع انتشار الأجسام الضارة، وتلك البكتيريا تصبح ضارة عندما تخرج إلى بيئة خصبة خارج نطاق الأمعاء.وبعض الڤيروسات يمكنها الانتقال من شخصٍ لآخر عن طريق الهاتف مثل الإنفلونزا أو التهاب الحلق إذا قام شخص بالسعال أو العطس مثلًا ومرر هاتفه لأحد أصدقائه، وإليك بعض النصائح التي ستقلل من احتمالية إصابتك بعدوى من خلال هاتفك:

-أولًا: لا تستخدم هاتفك مطلقًا داخل الحمام فهو من أكثر الأماكن التي يمكنها نقل الميكروبات إليه.

-ثانيًا: يمكنك تنظيف هاتفك باستخدام قطعة من القماش الناعم مع مزيج من الماء بنسبة ٦٠٪؜ والكحول بنسبة ٤٠٪؜ فهذا سيساعد كثيرًا في إزالة الجراثيم.

-ثالثًا:غسل اليدين بالماء والصابون أكثر من مرة في اليوم يساعدك على التمتع بصحة جيدة بشكل عام.

ختامًا يا صديقي، لا تسرف في استخدام المضادات الحيوية بدون ضرورة لأنها تتسبب في قتل البكتيريا المفيدة والضارة معًا.

إعداد: أنس ياسر الكيلاني

المؤلف - ريكاب

مجلة علوم عربية تهتم بتقديم محتوى علمي لنشر الثقافة العلمية والإحاطة بكل ما هو جديد في مجالات الهواتف الذكية والإنترنت.

لا يوجد تعليقات

كتابة تعليق