ماهي متلازمة الرأس المنفجر

ماهي متلازمة الرأس المنفجر
  |   علوم

إنها الساعة الخامسة مساءً، ها هو بطلنا، قد عاد إلى منزله بعد حربٍ استمرت ما يقارب الخمسة أعوام.

نراه يطرق باب منزله، فإذا بأسرته تستقبله استقبالًا حافلًا، مليئًا بالحب والمشاعر الجياشة، ثم يجلس مع أسرته يحكي لهم ما كان له من بطولات أثناء فترة التجنيد.

يمر الوقت سريعًا.

إنها الحادية عشرة مساءً، يخلد بطلنا إلى سريره، ثم يتذكر أنه لم ينم على فراشٍ مُريح منذ ما يقارب الخمسة أعوام؛ فتعلو وجهه ابتسامة خفيفة، وما هي إلا دقائق معدودة حتى غفو إلى نومٍ عميق.

إنها الرابعة صباحًا.

يستيقظ بطلنا فجأةً بعدما اعتقد أنه سمع صوت انفجار هائل، ينظر يمينه ليرى زوجته ذاهبةً في نومٍ عميق “ألم تسمع الصوت هي الأخرى؟!”.

يترك غرفته ليتفقد البيت، فيجد كل شيء في مكانه، ثم يتفقد غرفة أولاده ليجدهم ذاهبون في نوم عميق كذلك “ألم يسمعوا الصوت؟!”.

يعود إلى فراشه وقد انتابته الحيرة “حتمًا هناك شيء ما خاطئ”.

لا، لم يكن سبب هذا الصوت أحد أجهزة البيت قد أصيبت بماسٍ كهربي، وكذلك لم يكن سبب هذا الصوت شبحٌ يجول بنواحي البيت كما قد يجول برؤوس البعض، وخاصةً محبي الرعب، بل لم يكن هناك صوتٌ من الأساس، والدليل على ذلك أن أحدًا غيره لم يسمع شيئًا، إذًا فما السبب؟

ما هي متلازمة الرأس المنفجر؟

متلازمة الرأس المنفجر أو “Exploding head syndrome” هي نوع مُميز من أنواع الهلاوس السمعية، المعروفة اختصارًا ب “EHS”، والتي بالرغم من اسمها المخيف، إلا إنها ليست ذات ضرر بدني؛ أي أنها لا تسبب أي ألم، بعكس الصداع، ومع ذلك فإنها تعتبر من أخطر المشاكل الطبية التي قد تصيب أحدهم، فلمَ ذلك؟

تأكد أن نوبة واحدة من هذا الصوت كفيلة أن تترك الشخص في حالة هلع قد تستمر لفترةٍ لا بأس بها، فما بالك بشخص يعاني من نوبات متعددة في ليلة واحدة، صدقني ليس هذا بالأمر الهين.

ما السبب في هذه النوبات؟

لا يوجد شيءٌ بعينه قد يسبب تلك الحالة، ولكن بعض الدراسات أوضحت أن بعض العوامل مثل القلق والتوتر من الممكن أن تسبب هذه النوبات، كما أنها من الممكن أن تحدث نتيجة لبعض التغيرات التي تصيب الفص الصدغي من المخ، بالإضافة إلى الانتقال المفاجئ بين مكونات الأذن الوسطى.

ما هي أعراض متلازمة الرأس المنفجر؟

عند سماع ضجة عالية إما مباشرةً قبل الخلود للنوم أو عند الاستيقاظ من نوم عميق فيُعد هذا مؤشرًا على امتلاكك الEHS، خاصةً إذا كانت تلك الأصوات خالية من أي ألم، وقد توقظك فجأة مع الشعور بالخوف والارتجاف.

العلاج: قد تتفاجأ عندما تعلم أن أغلب تلك الحالات لا يلجأون لأي نوع من العلاج، لكون هذه الحالة غير ذات ضرر بدني، كما ذكرنا سابقًا، وبالرغم من ذلك، فإنه في بعض الحالات المتطورة يصير العلاج أساسيًا.

فيما يتمثل هذا العلاج؟

في حقيقة الأمر، هو علاج بسيط، فاستخدام مضادات الاكتئاب مثل ال “clomipramin” قد يساعد في علاج تلك الحالة، وذلك يتم تحت إشراف طبيب متخصص.

كما أن هناك بعض الأنشطة مثل الاسترخاء وممارسة اليوجا، لها دور كبير في إتمام العلاج بشكل جيد.

هل أطلت عليك؟ أعلم أني قد فعلت، ولكن لا بأس، فلربما كان أحد هذه السطور ذا فائدة لك في يوم من الأيام.

في نهاية المقال، خذ مني هذه النصيحة: تجنب عوامل الضغط والقلق، وحاول أن تتعامل مع الصدمة أيًا كانت بمرونة شديدة، لأنك -صدقني- لا تريد أن تكون من أصحاب هذا المرض.

المؤلف - ريكاب

مجلة علوم عربية تهتم بتقديم محتوى علمي لنشر الثقافة العلمية والإحاطة بكل ما هو جديد في مجالات الهواتف الذكية والإنترنت.

لا يوجد تعليقات

كتابة تعليق