ظاهرة الديجافو – لم يُرى من قبل

لم يُرى من قبل
  |   علوم

تدور في ذهني الآن بعض الاضطرابات وأردد :
“ظهر لي وكأني كنت أقرأ الكلمة الثانية”، “ظهرت كأنها كلمة جديدة”، “شعرت أنني كنت أكتبها بشكل خاطئ”
هذا ما قاله بعض الطلاب الذين شاركوا في التجربة التي قام بها الدكتور كريس مولنز من جامعة ليدز، حيث طلب من (92) طالب كتابة كلمة سهلة ومعروفة مثل: (Door), بعد كتابتها (30) مرة في خلال (60) ثانية حيث لاحظ أن (68%) من الطلبة لديهم أعراض ما يُسمى”Jamais Vu”.

ويفسر ذلك دكتور كولنز قائلًا “إذا حدقت في كلمة معينة على سبيل المثال لمدة من الزمن، ستفقد الكلمة معناها”، وذكر أيضاً أن(60%) من الناس مروا بهذه الحالة من قبل، وهذا ينطبق على الأشخاص أيضًا، حتى نفسك! فعند تحديقك إلى وجه تعرفه لمدة من الزمن، يظهر الوجه بشكل غريب وكأنه وجه لا تعرفه مع أنك تعرف صاحب هذا الوجه! يطلق علماء النفس على مثل هذه الحالة تسمية “چاميه ڤو” Jamais Vu*.

Jamais Vu*: كلمة فرنسية تعني “لم يُرى من قبل” عندما يبدو الشئ مألوف مثل الأشخاص أو الأماكن أو الكلمات شيئاً غريباً أو جديداً، وهي تعرف أيضاً بأنها الحالة العكسية لـ “Déjà Vu”.

وأعزى الدكتور كولنز هذه الحالة إلى تعب الدماغ… حيث يقول في دراسته أن “Jamais Vu” تحدث عندما يَتعب الدماغ، وهذا ما فعله في تجربته مع الطلاب حيث أنه استنتج عندما نحدق أو نرى شيء لمدة طويلة، الدماغ يبدأ بالتعب ويفقد الشيء معناه، ويقول أيضًا أن دراسة هذه الحالة ستساعد الباحثين لفهم بعض الاضطرابات النفسية مثل: (انفصام الشخصية).

كثيراً ما تقارن ظاهرة “Jamais Vu” مع فقدان الذاكرة المؤقت، قد تكون هذه الأعراض متشابهة لكن مسبباتها مختلفة، فمثلًا تحدث فجأة وبدون سبب, بينما فقدان الذاكرة (حتى المؤقت) يكون مرتبطًا بأسباب فسيولوجية كالصدمة (trauma or shock)، وأيضاً يرجع الاختلاف بينهما أنه في حالات فقدان الذاكرة يحدث نسيان كل شيء, أما في هذه الظاهرة فتكون مقترنة بالموقف نفسه. حتى يومنا هذا يحوم حول ظاهرة الـDéjà Vu الكثير من الغموض والعقبة والصعوبة الرئيسية في دراسة مثل هذه الحالات كظاهرة “Jamais Vu” هي أنه لا يمكن صناعتها أو تحفيزها في المختبر, ولعلنا نشهد تمييز الأسباب لهذه الظواهر في المستقبل العاجل.

إعداد: إبراهيم عثمان

المؤلف - ريكاب

مجلة علوم عربية تهتم بتقديم محتوى علمي لنشر الثقافة العلمية والإحاطة بكل ما هو جديد في مجالات الهواتف الذكية والإنترنت.

لا يوجد تعليقات

كتابة تعليق