الاضطراب العاطفي الموسمي

قد تكون الشمس مصدر سعادتك
  |   علوم

هل لأشعة الشمس تأثير على حالتك المزاجية؟ هل يمكن ليوم مشمس أن يجعلك سعيدًا؟ نعم يمكن ذلك، ويمكن أيضًا أن تكون مكتئبًا.
 بالنسبة لمن يشعر بأعراض الاكتئاب في أوقات معينة بالسنة فغالبًا ما يُعرف ذلك باضطراب العاطفة الموسمي أو Seasonal Affective Disorder.

هي نوع من الكآبة الذي يلي تتابع الفصول،  ومن أكثر أنواعه شيوعًا كآبة الشتاء. وتبدأ عادة في أواخر الخريف، وأوائل الشتاء، بينما تختفي بحلول الصيف. أما النوع الأقل شيوعًا فُيعرف بالكآبة الصيفية، ويبدأ عادة في أواخر الربيع أو أوائل الصيف،  ويختفي بحلول الشتاء.
قد يحدث ذلك الاضطراب بسبب نقص في مستويات هرمون السيروتونين أو هرمون الميلاتونين.

وتتضمن الأعراض الشائعة للكآبة الشتائية تَغيُّر في الشهية، خصوصًا اشتهاء الأطعمة الحلوة أو النشوية و بالتالي زيادة الوزن،  أيضًا قد يكون هناك شعور بالإعياء وصعوبة التركيز وميل للإطالة في النوم وتجنب الحفلات الاجتماعية.

يعتبر اضطراب العاطفة الموسمي أحد الأنواع الفرعية للاكتئاب المرتبط بالفصول والمواسم  وقد يصاحب اضطرابات نفسية أخرى؛ فغالبا ما يأتي اضطراب العاطفة الموسمي مصاحبًا لمرض الاكتئاب أو مرض اضطراب ثنائي القطب.

ماذا عن السعادة؟ وما مدى صلتها بأشعة الشمس؟ حسنًا إن لم تكن مصابًا بأي اضطراب أو خلل فغالبًا ما سيكون تأثير الطقس عليك بالإيجاب.
حيث وجدت دراسة في جامعة بريجام يانج Brigham Young أن العديد من الناس يشعرون بتغير في حالتهم المزاجية وشعور بالاكتئاب في الأيام ذات النهار القصير كما في الشتاء أو أيام أخرى حجبت فيها الغيوم أشعة الشمس طول وقت النهار. والعكس حدث في الأيام المشمسة ذات النهار الطويل حيث شعر البعض بتحسن في حالتهم عن الأيام السابقة.
 يعتقد الباحثون هنا أن الأمر ليس له علاقة بكمية الأشعة الممتصة ولكن بطول وقت النهار أو الزمن بين شروق الشمس وغروبها.

دراسة أخرى في جامعة زايد بالإمارات العربية المتحدة ترى أن هناك علاقة قوية بين المزاج الجيد وقضاء وقت أطول تحت أشعة الشمس. الدراسة شملت أكثر من 20 شخص  —تم اختيارهم من ضمن 100 شخص— كانوا يعانون من أعراض اكتئاب وانخفاض في نسبة فيتامين د بالدم.

بعد أن طُلب منهم أن يقضوا بعض الوقت في الشمس يوميًا لمدة سبعة أسابيع, لوحظ انخفاض في أعراض الاكتئاب عندهم. ربط الباحثون تلك النتائج بنسبة فيتامين د في الدم وهو ما أكده د.مايكل ترمان —أستاذ بجامعة كولومبيا— أن ذلك التأثير على أعراض الاكتئاب أتى من أشعة الشمس فوق البنفسجية والتي حفزت الجلد على إنتاج فيتامين د.

تلك الدراسات لم تُؤكد نتائجها بدلائل واضحة عن العلاقة بين أشعة الشمس وتحسن المزاج, ولكن يمكننا نحن تأكيد ذلك من تجاربنا اليومية.
بالنسبة لي, فأنا أشعر حقًّا بالسعادة في يوم مشمس في فصل الشتاء أو بعض السحب في يوم حار.

إعداد: محمد داود

المؤلف - ريكاب

مجلة علوم عربية تهتم بتقديم محتوى علمي لنشر الثقافة العلمية والإحاطة بكل ما هو جديد في مجالات الهواتف الذكية والإنترنت.

لا يوجد تعليقات

كتابة تعليق