!في صحتك

  |   صحة

الله يجازيهم ولاد الحرام اللي وزوني اشرب وانا مليش في الحاجات دي ولا عمري شربتها،  جاءت تلك الكلمات على لسان شاب في الخامسة والعشرين من عمره

 

بصوت منهار يغلبه مزيج من البكاء والندم الشديد، كان قد أنهي الخدمة العسكرية منذ يومين وأراد اصدقاؤه أن يحتفلوا بتلك المناسبة لينسوه ما ذاقه في تلك السنة اللعينة، قال ذلك لأستاذ الرمد المعروف د/ الكفراوي، حين اضطر آسفًا —رحمه الله— أن يبلغه بأنه قد فقد بصره بسبب شربه للخمر.

مهلًا! لعلك كنت من طلاب كلية الطب البشري الذين يستمعون إلى تسجيلات د/ الكفراوي في مادة الرمد وكنت قد استمعت إلي تلك القصة من قبل أو أنك من الآخرين الذين يتساءلون الأن كيف للخمر أن يتسبب في العمى الدائم؟ وإن كان كذلك كيف لم يصب كل من يُقبل عليها ولاسيما في الدول الغربية! فهي كالمشروب الأساسي لديهم.
بالفعل أنا لا أتحدث عن كل أنواع الخمر، فالمقصود هنا هو نوع معين من الخمر وهو ما يطلق عليه “الخمور المغشوشة” المصنوعة من مادة الميثانول بدلًا من الإيثانول الذي تُصنع منه الكحوليات في الطبيعي.

يستخدم الميثانول في صنع الكحوليات في الدول النامية —على وجه الخصوص— وفي المناطق الفقيرة التي تعاني من انحدار في المستوى الاقتصادي والاجتماعي؛ وذلك لرخص سعره، لكن يظل ضرره أخطركثيرًا من نفع رخص سعره. كما يستخدم أيضًا كمذيب قوي، في إزالة الألوان، في العطور وغيرها من الصناعات العديدة.
الخطر لا يكمن في الميثانول في حد ذاته فقط، بل أنه يُمتص بسرعة من الأمعاء ويتحول في الكبد إلى مادة الفورمالدهيد التي تبقى في الجسم من 1-2 دقيقة ثم يتحول بعدها إلى حمض الفورميك والذي إذا تراكم في الجسد يصيبه بما يُعرف طبيًا بـ metabolic acidosis الذي يشكل خطرًا مميتًا لتأثيره المدمر على أعضاء الجسم المختلفة —وعلى وجه الخصوص العينين—؛ فهو يصيب العينين بالعمى الدائم إذ أن حمض الفورميك يقوم بتدمير غلاف المايلين الذي يحيط بالعصب البصري المسئول عن الرؤية، كما أنه يؤثر على الطاقة التي تنتجها خلايا هذا العصب ومن ثم يؤدي إلى ضموره وفقد الرؤية.
الأمر لا يقف عند هذا فقط؛ فالميثانول يضرب العديد والعديد؛ فمن الممكن أن يسبب الإصابة بمرض الشلل الرعاش أو الحركات اللاإرادية المعروفة بالـDystonia and Chorea.

فكن حذرًا إذا كنت ممن يقدمون على شرب الخمر غير مبالين بحكم الشرع المحرِّم لها، وعلى الآباء والأمهات أيضًا أن يكونوا حذرين، فالميثانول يستخدم في الصناعات بكثرة، فلربما يتناوله الأطفال بجرعات عالية من علب المذيب أو العطور وغيرها، وأيضًا على العمال في المصانع أن يحذروا من استنشاق غاز الميثانول المستخدم في الصناعات لأنه يشكل خطرًا كبيرًا.

إعداد: أحمد زين

المؤلف - ريكاب

مجلة علوم عربية تهتم بتقديم محتوى علمي لنشر الثقافة العلمية والإحاطة بكل ما هو جديد في مجالات الهواتف الذكية والإنترنت.

لا يوجد تعليقات

كتابة تعليق