فوبيا الرأى

فوبيا الرأي
  |   علوم

قد يبدو العنوان غامضًا وغير مفهوم، لكن قد يتضح لك أنه مُعبِّر إلى حد كبير عن الكثير مما تمر به فى حياتك اليومية؛ إنها فوبيا الرأي!

هل مررت بذلك الموقف، عندما شعرت بغصةٍ فى حلقك وفقدت السيطرة على تصرفات جسدك فى وقتٍ أردت فيه التعبير عن رأيك، أو موقفٍ كنت فيه مَحطَّ نقدٍ من الآخرين وقد تخطى خوفك من آراء الناس قدرتك على اجتياز الموقف؟ إذا كانت إجابتك “نعم” وبشكل مستمر، فأنت عزيزي القارئ تعاني من فوبيا الرأي.

تأتي “فوبيا الرأي” فى صورتين متضادتين هما “Doxophobia” و”Allodoxophobia”

دعني أشرح لك ما تعنيه الكلمتان؛ “DoxoPhobia” هي الخوف المفرط من التعبير عن الرأي أو سماع عبارات المدح والثناء.

أما عن الـ”Allodoxophobia” فهي الخوف المفرط من سماع آراء الناس، سواء كانت فى الشخص ذاته، أو لا تمت له بصلة ؛ ولكنها تختلف مع آرائه الشخصية مما قد يدفعه لإظهار ذلك الاختلاف كرهًا، أو تظهر عليه علامات الفوبيا.

لكن لماذا؟!

معروف علميًا أنّ أيًا من أنواع الفوبيا تنتج من صفات وراثية جينية، ثم تعززها البيئة المحيطة، وتساعد على ظهورها مواقف مسبقة حدثت للشخص فى الماضي -خاصةً فى مرحلة الطفولة-؛ مما يؤثِّر على كيمياء المخ بشكل مبالغ فيه مؤديًا إلى الخوف المفرط، كذلك الطفل الذي تعرض دائمًا للنقد الهادم، أو لم يؤخَذ رأيه في الاعتبار أبدًا.

يمكننا القول أنّ التقدير الذاتي له دوره في تكوين حالة الـDoxoPhobia، إذ أن عقل ذلك الشخص قد تمت برمجته على التقليل من شأن ذاته، وقد قضى من العمر أعوامًا ينظر فيها لنفسه نظرةً دونيةً نوعًا ما؛ ومن طبيعة العقل البشري أنه دائمًا ما يحاول الحفاظ على تلك الصورة التى تبرمج عليها، فإذا جئت أنت وأسمعته بعض المديح، فإنك فى هذه الحالة تعبث ببرمجة عقله مما قد ينتج عنه خطأً “Error”

كيف يكون الـ”Error”؟

كأغلب أنواع الفوبيا، فإن أعراض فوبيا الرأي تتمثل فى القلق الشديد، ونوبات من الفزع، ومشاكل في التنفس، واضطراب ضربات القلب، والتعرق الشديد، والغثيان، وجفاف الفم، وفقدان القدرة على تكوين ونطق الجمل، كما قد تصل إلى البكاء الشديد.

هل من علاج؟

بالطبع! لكن لا يُنصح بتناول الأدوية كخطوة أولى فى العلاج؛ إذ أن لها آثارًا جانبية وقابلية للإدمان مما قد يزيد المشكلة إلى عدة مشاكل. كما أنّ الأدوية قد تعالج الأعراض فقط، لكنها لا تجدي نفعًا فى اقتلاع المشكلة من جذورها.

لذلك فإن ما يُنصح به هو اللجوء للطبيب النفسي؛ فجلسات العلاج النفسي والعلاج الجماعي أثبتت فاعلية كبيرة فى مواجهة تلك المخاوف دون آثار جانبية أو مشاكل نفسية.

لذا ما أنصح به هو المواجهة دائمًا وأبدًا؛ مواجهة المخاوف بالقراءة والاطّلاع عنها وعن أسبابها، ومحاولة فهم خبايا النفس التي أنتجت كل تلك المشكلات. وعند فقدان القدرة على المواجهة منفردين، فليس من العيب طلب المساعدة للتغلب على مخاوفنا، بل العيب فقط في تفضيل الاحتفاظ بها على اللجوء لذوي العلم والخبرة.

إعداد: منة مدحت

المؤلف - ريكاب

مجلة علوم عربية تهتم بتقديم محتوى علمي لنشر الثقافة العلمية والإحاطة بكل ما هو جديد في مجالات الهواتف الذكية والإنترنت.

لا يوجد تعليقات

كتابة تعليق