ريتشارد فاينمان

ريتشارد فاينمان
  |   علوم

يُقال أن العالم دائمًا ما يكون ملك عالمه الخالص، لا يستهويه ما يستهوي البشر العاديين، ولكن هذا العالم كان شخصية استثنائية فقد كان ببساطة شخصا مرحًا، يحب عزف الموسيقى وخاصة قرع الطبول والفنون الاستعراضية. وكان أقل ذكاءًا من أخته چوين التي كانت تحرز نتائج أعلى في اختبارات الذكاء إلا أنه أثبت أن هذه مسميات فارغة بكونه أحد أهم علماء الفيزياء في الحقبة الماضية، انه ريتشارد فاينمان.

هو عالم أمريكي ولد في مايو 1918، وكالعادة في كثير من حياة الاستثنائين تأخر في النطق حتى عامه الثالث. اعتاد منذ صغره على القراءة في العلوم الطبيعية، ولم يكن متلقيًا فقط، فقد اعتمد على الملاحظة والمناقشة في قراءاته. كما قام أيضًا بالعديد من التجارب البدائية في المنزل اعتمادًا على أساسيات الكيمياء.

دراسته

أتم فاينمان تعلميه الثانوي بإمتياز ملحوظ في الرياضيات وعلى الرغم من هذا فقد مُنع من دخول جامعة كولومبيا لأنهم كانوا يشترطون الأصل اليهودي، فلم يعقه ذلك، والتحق بمعهد ماساتشوستس للتوكنولوچيا MIT وأكمل دراساته العليا في جامعة برنستون، من الطرائف أنه حصل على درجات عليا في اختبارات القبول في كل من الفيزياء والرياضيات ودرجة مقبولة في التاريخ واللغة الإنجليزية.

انجازاته العلمية

حصل على جائزة نوبل في الفيزياء عام 1965 بالمشاركة مع الأمريكي چوليان شفينجر والياباني شبنبتشبرو توموناجا عن إسهاماته في الكهروديناميكا الكمية، كما شارك فاينمان في تصنيع القنبلة الذرية فيما عُرف بمشروع مانهاتن، لإيمانه بضرورة إنتاج الولايات المتحدة للقنبلة الذرية قبل ألمانيا، وأكثر ما اشتهر به هو مخطط فاينمان وهو رسم توضيحي لتسهيل الحسابات وتمثيل إصطدامات الجسيمات الأولية في الكهروديناميكا الكمية، كما أن المخطط يُعد أساس للنظريات التي تسعى إلى توحيد القوى الفيزيائية الأساسية في قوة واحدة. كما قام بإبتكار نظريات لتجنب المقادير اللانهائية كشحنة الإلكترون وكتلته، والتي كانت تشكل عواقب في التجارب، مما نتج عنه حل للمشكلات الرياضية الموجودة في الكهروديناميكا الكمية.

كما كانت له إسهامات في فيزياء الميوعة الفائقة حيث ساعد على حل مشكلة التوصيل الفائق كما ساعد في تفسير ظاهرة التأثير الضعيف للقوى النووية – وهي ظاهرة الاندماج النووي للجسيمات دون الذرية – حيث قام بعمل نموذج لهذه الظاهرة يفسر كيف يتحول النيوترون إلى بروتون مع إشعاع إلكترون وجسيم أولي يُسمى الأنتي نيوترينو. اشترك أيضًا في لجنة التحقيق في حادث سقوط المكوك Challenger الذي انفجر في الجو بعد إطلاقه ب 73 ثانية، ونجح في الوصول إلى أسباب التحطم.

ترك فاينمان “مفتاح للعلم” كما أسماه، فقد ذكر أن الطريقة الصحيحة في التفكير تبدأ بالتخمين على عكس المتوقع في ذلك الوقت بشرط أن يكون التخمين واضح ومحدد ثم القيام بحساب النتائج النابعة من التخمين ومقارنتها بالتجربة والمشاهدة ولو حتى اتفق التخمين مع التجربة لا يعني هذا بأن النظرية صحيحة ولكن لم يثبت خطأها بعد لأن التجارب في المستقبل ستكون على نطاق أوسع وستُثبت أن ما نؤمن بأنه حقيقة هو مجرد خطأ، وألقى فاينمان هديته الأخيرة للعلم وهي المحاضرة الشهيرة “There’s Plenty of Room at the Bottom” التي تعد النبوءة في مجال تقنية النانو، ولم يقتصر إبداعه على المجال العلمي فقط، فقد كان يرى الجانب الجمالي في كل شيء حوله ولكن جمال من نوع خالص كما وصفه بأنه في بُعد أصغر؛ فالبنية الداخلية جميلة بطريقتها والعمليات الخفية التي تتم جميلة أيضًا بطريقتها.

وكما كان ينصح دومًا بأن طرح الأسئلة والتساؤل المستمر هو مفتاح الإبداع.
وتوفي فاينمان في فبراير 1988 عن عمر 69 وقد أنهى حياته مرحًا تمام كما عاشها قائلا: “سأكره أن أموت مرتين، إن الأمر ممل جدا!”.

إعداد: جهاد مدكور

المؤلف - ريكاب

مجلة علوم عربية تهتم بتقديم محتوى علمي لنشر الثقافة العلمية والإحاطة بكل ما هو جديد في مجالات الهواتف الذكية والإنترنت.

لا يوجد تعليقات

كتابة تعليق