حرب الفضاء

حرب الفضاء
  |   فلك

سؤال لطالما تردد في رأسي؟ كيف سيكون الوضع في حالة حدوث حرب عالمية في ظل وجود أجسام في مكان أعلى ترى، وتتابع، وقد تتحكم في هذه الحروب مثل الأقمار الصناعية؟

هل ستنهي هذه الأقمار الصناعية جميع الحيل والخدع، وتكشف جميع نقاط الضعف لكلا الطرفين المتنازعين عندما تُستخدم كأداة تجسس؟ أم تُستخدم هذه الأقمار كجندي له يد فعالة في أرض المعركة؟ أم ترسل كل دولة بقمرها الصناعي إلى الفضاء لنرى استعراض القوة، وتبدأ الحرب من الأساس في الفضاء كأفلام هوليوود!

بالنسبة للدول العظمى للقمر الصناعي أهمية أكبر من معرفة الوقت أو سحب الأموال من البنوك أو استخدام الهاتف الذكي أو البث التليفزيوني؛ فالقمر الصناعي الآن هو أهم سلاح في أرض المعركة، إذ تعتبر الحياة للجيش الحديث بدون هذا السلاح كابوسًا؛ حيث يتم استخدامه في استهداف الأسلحة والكشف عن الضربات النووية المحتملة، لذا فالقمر الصناعي في يومنا الحالي يعمل بمثابة الجهاز العصبي للجيش الأمريكي وكيف لا وهو يُستخدم في عمليات التحكم والردع النووي!

هذه الفكرة ليست مولودة حديثُا بل كانت الفكرة المتداولة في الثمانينات بين الجيش الأمريكي والاتحاد السوفيتي
تصور كل من روسيا وأمريكا أنواعًا كثيرة من الأسلحة الفضائية؛ أحدها -على وجه الخصوص- كان يسمى سلاح القصف الحركي؛ كان نوعًا من قاذفة فضاء غير مأهولة والتي حملت قضبان التنجستن لتسقط على الأعداء المطمئنين، وبينما كانوا يتدحرجون من المدار كانت القضبان تجمع الكثير من السرعة لدرجة أنها تمكنت من توفير الطاقة التفجيرية لقنبلة نووية ولكن بدون السقط الإشعاعي، ومع ذلك فإن مثل هذه الأنظمة باهظة الثمن، وربما تكون محظورة بموجب المعاهدات الدولية، والأقمار الصناعية التي تحملها هي أهداف سهلة لإسقاطها.

سيكون الهدف الأساسي في الحروب هو تدمير هذه الأقمار الصناعية كالتجربة الصينية التي قامت في عام 2013 بإطلاق صاروخ بالقرب من مدار أحد الأقمار الصناعية الحساسة كان على ارتفاع 36000 كيلومتر فوق سطح الأرض.

وفي بيان علني نادر أعرب الچنرال (چون هيتن) من القيادة الفضائية الأمريكية عن قلقه من تداعيات هذه الاختبارات الصينية، وقال لشبكة سي بي إس: “أعتقد أنهم سيكونون قادرين على تهديد كل نظام مداري نعمل فيه، علينا أن نفهم كيف ندافع عن هذه الأقمار الصناعية وسنقوم بذلك.”
ليست هذه هي المرة الأولى التي يُعرض فيها احتمال نشوب صراع في الفضاء فجأة على أنه احتمال مرعب؛ ففي عام 1983 أطلق الرئيس الأمريكي (رونالد ريجان) مبادرة الدفاع الاستراتيچي المعروفة على نطاق واسع باسم حرب النجوم، والتي تقترح تطوير أسلحة فضائية للدفاع ضد الصواريخ السوفيتية.

لم يعد هذا الأمر مقتصر فقط على الجيشين الأمريكي أو الروسي أو التجارب الصينية؛ فحتى يومنا الحالي هناك 60 دولة على وجه الأرض لها يد في الفضاء عن طريق هذه الأقمار.

فلا تتعجب أن يكون جندي الحرب الذي يقود الخطوط الأمامية شخصًا مجرمًا برعاية الدولة يجلس في غرفة كمبيوتر، ويرسل أوامر مارقة لتعطيل وإغلاق الأقمار الصناعية للعدو!

إعداد: محمد شرف فضل الله

المؤلف - ريكاب

مجلة علوم عربية تهتم بتقديم محتوى علمي لنشر الثقافة العلمية والإحاطة بكل ما هو جديد في مجالات الهواتف الذكية والإنترنت.

لا يوجد تعليقات

كتابة تعليق