المادة المضادة

المادة المضادة
  |   علوم

عند التحدث عن المادة نصِفها بأنها كل ما له كتلة وحجم، تتكون المادة من جزيئات متناهية الصغر تسمى”ذرات” يختلف عددها باختلاف المادة، حيث تتكون الذرة من نواة بها “نيوترونات” متعادلة الشحنة، و”بروتونات” موجبة الشحنة، و”إلكترونات” سالبة الشحنة تدور حول النواة.

وكما أن لكل شيء نقيضه، فإن المادة تضادها المادة المضادة، تتكون المادة المضادة من نظير الإلكترون positron وهو موجب الشحنة، و”البروتون” أصبح يحمل شحنة سالبة antiproton يعتقد العلماء أنه أثناء حدوث الانفجار العظيم تكونت كل من المادة الطبيعية و المادة المضادة بكميات متساوية. لكن لماذا لم يفنى كل منهما الآخر؟ أو لماذا لم يفنى الكون؟. هناك نظرية تقول أن نسبة المادة الطبيعية كانت أكبر من المادة المضادة؛ لذلك يمكن القول بأن الفرق الناتج بين المادتين هو عالمنا الحالي من كواكب و نجوم ومجرات.

عندما تصطدم المادة المضادة بأي مادة أخرى فإنها تتفاعل معها لحظياً فيلاشي كل منهما الآخر مولدةً طاقة مقدارها يساوي وفقاً لمعادلة أينشتاين E=mc²، مما يعني أنه لكي تحفظ هذه المادة يجب ألا تلامس أي شيء حتى الهواء؛ لذلك تحفظ هذه المادة في مجال مغناطيسي بمعزل عن الهواء عند درجة حرارة منخفضة.

كيف تصنع المادة المضادة

تنتج المادة المضادة فيما يعرف بمسرعات الجزيئات بواسطة المنظمة الأوروبية للأبحاث النووية “سيرن“. إنتاج هذه المادة مصاحب ببعض المعوقات؛ فانتاجها مكلف للغاية حيث يصل ثمن إنتاج 100 مل جرام حوالي 100 مليار دولار! أيضاً الطاقة اللازمة لإنتاج المادة المضادة أكبر من الطاقة الناتجة من تفاعلها لذلك ما ينتج منها حاليًا هو فقط بغرض الأبحاث و ليس العمل علي استخدامها أو إتاحتها تجاريًا.

استخدامات المادة المضادة

بالرغم من صعوبة إنتاج المادة المضادة إلا أن هذا لم يمنع العلماء من محاولة تطوير مركبة فضائية قادرة على العمل بواسطة المادة المضادة، حيث أنها ستتمكن من الوصول إلى كوكب المشترى في أربعة أشهر. من حسن الحظ أن إنتاج هذه المادة أشبه بالمستحيل، فلو كان إنتاجها يتم بسهولة أو كانت متوفرة بالأساس بوفرة لشهدنا صناعة قنبلة نووية أعتى من قنبلة القيصر حيث يصل انفجار كيلوجرام من المادة المضادة مع الطبيعية انفجار مقداره يساوي 43 ميجا من الديناميت.

المؤلف - ريكاب

مجلة علوم عربية تهتم بتقديم محتوى علمي لنشر الثقافة العلمية والإحاطة بكل ما هو جديد في مجالات الهواتف الذكية والإنترنت.

لا يوجد تعليقات

كتابة تعليق