الفشل كما يجب أن يكون

الفشل كما يجب أن يكون
  |   علوم

دائمًا ما يُسألُ العلماء حول العالم عن سر نجاحاتهم، ودائمًا ما نجدُ أول ردِّهم “إذا ذُكِرَ النجاح ذُكِرَ الفشل، ومن الضروري أن تستمر في المحاولة تِلْوَ الأخرى حتى تصل إلى هدفك”. نعم هذا صحيح، ولكن في الواقع ليس هناك أسهل من قول ذلك، لأنهم قد نزعوا أيديهم من وعاء النار إلى الماء، وبالفعل قد حققوا نجاحًا، بينما أنت ما زِلْتَ تكافح كل يوم وكل ساعة آملًا أن تقدم للعالم شيئًا ثمينًا، ولكن هيهات!

دَعْنا نتحدث عن شخصٍ واجه الفشل أكثر من مرة ووجد نفسه بعد ذلك مستسلمًا كل الاستسلام لبعضٍ من الوقت. حينئذٍ يحدث ما هو مضاد تمامًا لمقولة للفيلسوف الألماني فريدريك نيتشه “ما لا يقتلك يجعلك أقوى”. فيصبح هذا الشخص عرضةً للسقوط من جديد. بل من المنطقي أن نقول أنه عندما نفشل مرةً فهذا لا يعني بالضرورة أننا لن نقع مجددا في نفس الفخ! في الحقيقة نحن معرضون للسقوط بشكل كارثي أكبر من ذي قبل.

ففي دراسة أُجريَت على أشخاص يتبعون نظامًا غذائيًا للتخسيس، وُجِد أنهم عندما يأكلون وجبة من البيتزا ثم يُلامُون على إفسادهم للنظام الغذائي، فإنهم بعدها مباشرة يأكلون بمعدل 50% أكثر من الأشخاص الذين لا يتبعون أي نظام غذائي، وهذا يفسر أنه عندما نفشل مرارًا فإن عقلنا يترك زمام الأمر بشكل كلي!

ولأنه لا أحد معصوم من الفشل، فإليك ما يمكن أن تفعله لعلَّك تتجنب الوقوع في إحدى نوبات اكتئابك:

  1. لا تجلس بجانب فشلك!

فذلك يسبب الكثير من القلق والتوتر، ويؤثر على مردودك في العمل. فبدلًا من ذلك حاول أن تجعل تلك المناسبة السيئة مرتبطةً بحدثٍ آخر أقل حدة كي تقلل من الضرر الواقع على المخ عندما تسترجعها ذاكرتك؛ فربما تعرضت للفشل في اليوم الذي فاجأتك فيه والدتُك بوجبة تحبها، أو ربما فاز فيه فريقك المفضل بمباراةٍ لكرة القدم.

يقول باحث السعادة Shawn Achor “بمقدوري إما أن أركز على الفشل الموجود أمامي، أو أن أستغل عقلي في الدخول إلى أبواب الفرص التي  فٌتِحَت أمامي للتَوّ”

  1. لا تحوِّل الدَفَّة وتوقَّع كل شيء!
  • كثيرًا ما نبحث عن طريق آخر -على نحوٍ أعمى-؛ لنتجنب الإحساس بالفشل مجددًا. هل تراوَدَتْ إلى ذهنك يومًا حقيقةُ أن الناجحين يخططون للفشل؟ … نعم فهُم يسعَوْن نحو أهدافهم ولكنَّهم حتمًا يتوقعون أسوأ النتائج ويضعون خططًا أخرى من البداية تُمَكِّنُهم من الصمود أمام تيار الفشل أو النجاة على أقل تقدير؛ فمن المستحيل أن تجدَ مِرفقًا حكوميًا خاليًا من مخارج للطوارئ أو مطافئ للحريق!
  1. هوِّن على نفسك ولا تخف!

صحيحٌ أن الوقوع في نفس الخطأ أكثر من مرة ليس من شِيَم النابغين، ولكن ليس عليك أن تجعل خوفك من تكرار الخطإ هاجسًا يمنعك من المُضيِّ قدمًا. بل عِوَضًا عن ذلك ضَعْ لنفسك أهدافًا صغيرة، وكافئ نفسك بعد إنجازها أولًا بأول. فإن ذلك يجعلك تستمتع بما حققت، ويدفعك أكثر نحو الوصول للمزيد؛ فعندما يشعر المخ بالقرب من بلوغ هدفه، فإنه يعمل بشكل أسرع على تحقيقه. ولعلَّك تلاحظ العدّائين في نهاية سباق الماراثون كيف ينطلقون بسرعةٍ أكبر عند القرب من خط النهاية.

الآن حان دورك يا صديقي، هل حزَمْتَ أمتعتك وأعدَدْتَ عُدَّتك للفشل؟!

أمجد سالم

المؤلف - ريكاب

مجلة علوم عربية تهتم بتقديم محتوى علمي لنشر الثقافة العلمية والإحاطة بكل ما هو جديد في مجالات الهواتف الذكية والإنترنت.

لا يوجد تعليقات

كتابة تعليق