العيون تكذب أحيانًا!

العيون تكذب أحيانًا!
  |   علوم

بعد منتصف الليل كنت أتصفح قاتل الوقت المُسمى بالفيسبوك، وكنت أشعر بالكلل والملل وإذا بي أتعثر فجأة بذلك المنشور، وتلك الصورة، فشعرت حينها بنوستالچيا للثانوية العامة ومسائل الوراثة ومشاكل مندل الوجودية، ولكن تلك الصورة هزت ثقتي بشكل ما في مندل وتجاربه. كيف يمكن الحصول على عيون خضراء من عيون بنية؟

أولًا: لون العيون هي صفة —كباقي صفات الجسم— تتحكم بها الجينات، ولكن ليست كباقي الصفات يتحكم بها زوجان فقط؛ بل ثلاثة أزواج؛ زوجان مفهومان كليًا، وهما المسئولان عن الألوان المعروفة: البني، والأخضر، والأزرق مُرتبةٌ حسب السيادة وزوج غيرُ مفهومٍ على الإطلاق؛ كما أن ألوانًا مثل: البندقي والرصاصي غير مفهومة.

فريق من الباحثين أضاف أنه مِن الممكن التنبؤ بمظهر المجرم مِن خلال تحليل الحمض النووي ومعرفة لون العين.
الغريب أن وراثة تلك الألوان لا تتبع القوانين بشكل مطلق؛ بل تتبع عجلة الحظ أيضًا، فنحن لا نحصل على مزيج مِن ألوان عيون أبوينا، والغريب أيضًا أن معظم المواليد يولدون بعيون زرقاء، والتي تتحول لبنّية مع مرور الوقت في حال تواجد الميلانين، ومواليد آخرين يولدون بلونين مختلفين لون لكل قزحية —كموديل أغنية Style لتايلور سويفت، والذي يمتلك عينًا زرقاء، وأخرى بنية— بسبب مشاكل في الرحم أثناء فترة الحمل، وخلل في وصول الصبغة للعينين، ولكن الأغرب أن 15% مِن كبار السن القوقازيين تتغير أعينهم من البني مثلًا إلى البندقي، ومن البندقي إلى البني، والأمر أحيانًا يصبح كارثيًا حيث أن ذلك التغيير يشير إلى أمراض مثل Fuch’s heterochromic iridocyclitis, Horner’s syndrome or pigmentary glaucoma أو الشامات التي تصيب القزحية، وأحيانًا قد يتغير تبعًا لمشاعر معينة مثل: الحب، والغضب، وربما تشعر حينها بأن ألوان أعين الأبطال الخارقين ليست مدعاة للتعجب…

ليست كل الحالات التي يتغير فيها اللون مدعاة للقلق؛ فأحيانًا عند توجيه شعاع ضوء للعين وتغير حجم البؤبؤ تبعًا لذلك يتغير اللون نظرًا لتغير توزيع الصبغة.

إذا لم تكن ممن يتغير لون أعينهم، وتود ذلك؛ فالعلم يخبرك أننا وصلنا لقمة الرفاهية، ووفر عدسات طبية بألوان مختلفة، ولكن احذر، واستشر الطبيب أولًا، ودعك من الإعلانات المزيفة!

إعداد: رقية أشرف

المؤلف - ريكاب

مجلة علوم عربية تهتم بتقديم محتوى علمي لنشر الثقافة العلمية والإحاطة بكل ما هو جديد في مجالات الهواتف الذكية والإنترنت.

لا يوجد تعليقات

كتابة تعليق