السيناستيجا

السيناستيجا
  |   علوم

تخيل أنك تشعر بمذاق التوت البري عندما تنظر إلي السماء, أو ترى لون قرمزي عندما تسمع نغمات الكمان, أو تتخيل دائمًا أن يوم “الأربعاء” مُلَوَّن بالأزرق النيلي!

بالرغم من أن هذا يبدو مستحيلًا إلا وأن بعض الأبحاث تشير إلى أن 1 من كل 2000 شخص قد يشعر بهذا المزيج من الحواس, والذي يدعى بـ”السيناستيچا” Synesthesia “تداخل الحواس” أو “السيناستيچا” هي ظاهرة عصبية نادرة, تحدث عندما تختلط حاسة مع حاسة أخرى كالسمع مع البصر, فعندما يسمع الشخص المصاب بهذه الحالة مقطوعة موسيقية يرى الأنغام بألوان مختلفة, ويوجد العديد من الأنواع لهذه الحالة على حسب الحاستين المندمجتين, منها اندماج الصوت واللون sound-color synesthesia وحتى اندماج الكلام مع التذوق word-taste synesthesia, ففيها من الممكن أن ترتبط أسماء من تعرفهم بأطعمة مختلفة تشعر بها وكأنك تتذوقها! ولكن أشهر أنواع هذه الظاهرة هي اندماج اللون مع الحرف color-grapheme synesthesia حيث يرى الشخص رقم معين أو كلمة بلون خاص بها, وهنا لم تندمج حاستان ولكن تداخل الإحساس باللون مع الإحساس بالأشكال والأرقام.

يُعتقد أن السبب العلمي لهذه الظاهرة هو وجود اتصالات بين المناطق الحسية المسئولة عن حاسة ما مع المناطق المسئولة عن حاسة أخرى كوجود اتصال بين مراكز الشم في الفص الأمامي والصدغي ومراكز الإبصار في الفص الخلفي للمخ, فعندما تتلقى حاسة من حواس الانسان محفزًا يقوم بتقعيل الحاسة المتصلة بها ايضًا, وسبب تلك الاتصالات هو المادة البيضاء في الدماغ المسئولة عن نقل الاشارات العصبية بين الأجزاء المختلفة فيه, حيث وُجد أن نسبة هذه المادة تكون أكثر فيمن يتعرضوا لهذه الظاهرة synesthetes, ولكن حتى الآن لم يتوصل العلماء لتفسير واضح لكيفية حدوث هذا الاتصال في بعض الأشخاص دون غيرهم.

نسبة حدوث هذه الظاهرة تكون في النساء اكثر من الرجال, وأصحاب اليد اليسرى أكثر من اليمنى, ولا تعتبر هذه الحالة مرضًا فهي لا تتعارض مع أعمال الحياة اليومية ولا تدل على اضطرابات نفسية او عصبية أخرى, ومن أشهر الأشخاص الذي يُعتقد أنهم اختبروا “السيناستيچا” هو الرسام الهولندي الشهير Vincent Van Gogh والكاتب الروسي Vladimir Nabokov.

اعداد: ماري كرم

المؤلف - ريكاب

مجلة علوم عربية تهتم بتقديم محتوى علمي لنشر الثقافة العلمية والإحاطة بكل ما هو جديد في مجالات الهواتف الذكية والإنترنت.

لا يوجد تعليقات

كتابة تعليق