الزُّرقة تَعمُّ المكان – مرضُ القماءة

مرضُ القماءة
  |   علوم

في بلاد بعيدة عن البحار، تعيش مجموعة أناس قصيري القامة بأوجه منتفخة يبدو عليها الملل، وعضلات ضعيفة تُظهر الكسل، والسمنة وحب الأكل والنوم، وانتفاخ في الأطراف وحول الأعين، جباههم تبدو ضخمة وكذلك ألسنتهم بارزة من الفم، مع صفرة وزرقة وبرودة في بشرتهم، وصعوبة في التنفس. من هؤلاء؟! وماذا أصابهم ليصبحوا بتلك الحال؟ فلنشدَّ الرحال إلى بلاد السنافر.

إنَّه مرضُ القماءة Cretinism، فيه ينقص معدل هرمون الثيروكسين —المنظم للنمو والتمثيل الغذائي وتطور الدماغ—في جسم الإنسان؛ وينقص لعدة أسباب:

  1. نقص اليود لدى الأم أثناء الحمل —وهو عنصر يدخل في تركيب الثيروكسين.
  2. وراثة جين معيب يقلل وظيفة الغدة الدرقية—المسئولة عن تصنيع وإفراز الثيروكسين.
  3. صغر حجم الغدة الدرقية، أو وجودها في مكان غير طبيعي— كأنْ توجد تحت اللسان.
  4. إصابة الأم بمرض مناعي —يهاجم نسيج الدرقية لدى كل من الأم والجنين.
  5. مشاكل في الغدة النخامية تقلل وظيفة الدرقية.

وأكثر مايهمنا أن يتم فحص الطفل عند ولادته بأخذ عينة دم من كعبه، وقياس معدلات هرمون الثيروكسين( T4 )، وهرمون(TSH)، وإجراء أشعة إكس، فإذا أثبتت الفحوصات نقص الثيروكسين، فلا بد أن نواجه المشكلة عاجلًا قبل تأثُّر نسيج الجهاز العصبي، فيُعطى الطفل هرمون الثيروكسين المصنع(L-thyroxin)، مع فحص طبي دوري على طوله وكتلته ونمو أجهزة جسمه المختلفة، مع القيام بأنشطة رياضية وذهنية.

أما أولئك الرفاق بعيدًا، فيلزم إمدادهم بعنصر اليود في الطعام؛ إذ إنه يتوافر في الملح وهو ما تفتقره تلك البلاد المعزولة عن البحار. هذا عن السنافر، وعلَّنا قريبا نلتقي مع حكاية فلة والأقزام السبعة، والآن فلنفترق على أمل اللقاء.

إعداد: مروة علي

المؤلف - ريكاب

مجلة علوم عربية تهتم بتقديم محتوى علمي لنشر الثقافة العلمية والإحاطة بكل ما هو جديد في مجالات الهواتف الذكية والإنترنت.

لا يوجد تعليقات

كتابة تعليق