الزومبي… ما بين الواقع و الخيال

الزومبي... ما بين الواقع و الخيال
  |   علوم

كثير ما صادف كل منّا منذ الطفولة مواضيع متعلقة بما يسمى الزومبي، سواء عن طريق القراءة أو مشاهدة أفلام الخيال العلمي، أو غير ذلك من الوسائل الشتى.

لقد بدأ ظهور الزومبي كفكرة بين الكتاب العالميين، مثل ماري شيلي Mary Shelley و روايتها الأسطورية فرانكشتاين، و كاتب الرعب العالمي لاڤكرافت H.P.Lovecraft، و لكن، ما هي حقيقة الزومبي؟

تعتقد الأغلبية العظمى من البشر في عدم وجود الزومبي وكونه شخصية خيالية خلقها الخيال الواسع للكتاب، ولكن العلوم الطبية لها رأي آخر، فما هو؟
في الحقيقة لا يوجد مرض بعينه يتسبب في تحول الشخص الطبيعي إلى الزومبي المتعارف عليه في الأفلام والروايات، ولكنها مجموعة من الأمراض التي إن اجتمعت في شخص ما فإنه سيكون قادرًا على الحصول على دور الزومبي في تلك الأفلام الرائجة، ولكن الفرق في أنه لن يحتاج إلى خبير التجميل.

من تلك الأمراض نذكر أشهرها و أكثرها وضوحًا، وهو مرض النوم أو ما يسمى بالـ Sleeping sickness، فالسبب في تفشي هذا المرض هو الطفيل parasite المعروف باسم الـ African Trypanosoma والذي ينتشر عن طريق سلالة من الذباب المعروفة باسم الـ “تسي تسي” أو tse-tse . ربما لا يكون ناظرك قد وقع على هذا الاسم من قبل، ولكن دعني يا صديقي أخبرك أن الـ tse-tse من أشرس سلالات الذباب المتعارف عليها في الدول الأفريقية جنوب الصحراء الكبرى. ولكن ما أعراض هذا المرض؟

تتمثل الأعراض المبدئية لهذا المرض في الحمى والصداع الشديدين، وآلام العضلات والمفاصل وغيرها، أما الأعراض المتقدمة لهذا المرض —والتي تظهر بسبب تأثير هذا الطفيل على الجهاز العصبي المركزي— فإنها تتمثل في صعوبة الحديث، وصعوبة اتخاذ القرارات، وصعوبة تحريك الجسم بالكامل، وتتمثل بالأخص في النوم لفترات طويلة صباحًا والمعاناة من الأرق بالمساء. ونعتبر تلك الصفات مميزة للزومبي المتعارف عليه.

ولكي تكتمل لديك يا صديقي صورة الزومبي، دعني أعطك نبذة صغيرة عن مرضٍ آخر يسمى بالـ Necrotizing Fasciitis أو تآكل الأنسجة الرخوة —وهي الجلد و العضلات—، والذي يسببه نوع من البكتيريا يسمى بالـ Streptococcus، والذي ينتقل عن طريق الجروح أو ما شابه، ويعتبر ذلك المرض من أكثر الأمراض خطورة؛ إذ أن تآكل الأنسجة الرخوة يؤدي في أغلب حالاته إلى بتر الأطراف وتساقطها.
وقبل أن تكتمل لديك تلك الصورة، دعني أساعدك في وضع اللمسات الأخيرة؛ حتى تصبح لديك صورة مثالية عن الزومبي، ولنتحدث عن مرض آخر، وهو ما يسمى بالـLeprosy.

الـLeprosy أو الجذام هو مرض ناتج عن عدوى بكتيرية أساسها نوع من البكتيريا يسمى بالـ Mycobacterium Leprae، وتظهر أعراض هذا المرض في جفاف الجلد و تساقطه، والضعف الشديد في العضلات وفقدان الإحساس من أجزاء شتى من الجسم.

والآن يا صديقي، وقد اكتملت لديك صورة الزومبي، وبعد أن اقتنعت أن فكرة وجود الزومبي ليست مستحيلة، فإني أنصحك باتخاذ الحذر عندما تهم بفتح باب بيتك الذي سوف يطرق بعد قليل؛ فالاحتمالات شتى.

إعداد: عبد الرحمن العدل

المؤلف - ريكاب

مجلة علوم عربية تهتم بتقديم محتوى علمي لنشر الثقافة العلمية والإحاطة بكل ما هو جديد في مجالات الهواتف الذكية والإنترنت.

لا يوجد تعليقات

كتابة تعليق