الخلايا الجذعية وعلاج الصلع

الخلايا الجذعية وعلاج الصلع
  |   علوم

الخلايا الجذعية واستخداماتها أصبحت مؤخرًا الشغل الشاغل لمعظم الباحثين في مجال علاج الأمراض المستعصية، بدايةً من مرض السكري إلى مقاومة عملية التقدم في السن -والتي يراها بعض العلماء مرض يلزم علاجه- ولكن الجديد والمذهل هو محاولة استخدام هذه الخلايا في علاج الصلع.

يعاني العديد من الشباب وكبار السن من مشكلة الصلع بمختلف أسبابها، فربما كانت نتيجة اضطراب بعض الهرمونات أو نتيجة الضغط أو حتى كنتيجة طبيعية للتقدم في السن؛ يفقد الإنسان جزء من شعره، ويلجأ البعض لعملية زراعة الشعر كحل نهائي لهذه المشكلة بعد استخدام بعض المواد الكيميائية والأدوية لمقاومة هذا الأمر.

طبقًا لبعض العلماء في بحثهم المنشور في Nature Cell Biology journal؛ أنّهم وجدوا طريقة لتوجيه الخلايا الجذعية لإعادة تنمية الشعر مرة أخرى؛ فقد وجدوا بعض الخلايا الجذعية في بصيلات الشعر تقوم ببعض العمليات الحيوية المختلفة عن خلايا الجلد العادية .. تقوم الخلايا باستقبال الجلوكوز من الدم، ثم يتم تحويله إلى حمض البيروڤيك، ثم يصل هذا الحمض إلى مُفترق طرق مهم؛ فإما أن يتم إرساله إلى الميتوكوندريا (مصدر الطاقة في الخلية و العُضي المسؤول عن التنفس فيها) فيتم تحويله إلى طاقة أو يتم تحويله إلى حمض اللاكتيك، فَقام العلماء بإحضار مجموعة من فئران التجارب، وقاموا بتعديل سلوك خلاياهم چينيًا، وقسّموهم إلى مجموعتين: الأولى تقوم خلاياها بتحويل حمض البيروڤيك إلى طاقة، والأخرى تقوم خلاياها بتحويل حمض البيروڤيك إلى حمض اللاكتيك؛ وكانت المفاجأة أن لاحظوا أنّ المجموعة التي تم توجيه خلاياها لإنتاج حمض اللاكتيك كان شعرها ينمو بشكل أفضل، وبصيلات الشعر فيها أكثر نشاطًا؛ مما أحدث طفرة في طريقة تفكير العلماء في كيفية التعامل مع مشكلة الصلع، فَطِبقًا للنتيجة السابقة إذا تمّ التحكم في مصير حمض البيروڤيك ليتم توجيهه إلى طريق إنتاج حمض اللاكتيك؛ فإن هذا سيزيد من معدل نمو الشعر.

استنادًا إلى التجارب السابقة تم تصنيع دوائين جديدين: الأول اسمه “RCGD423” ويقوم صديقنا هذا بتحفيز عملية تحويل حمض البيروڤيك إلى حمض اللاكتيك، أما الأخر فاسمه “UK5099” والذي يقوم بتعطيل عملية تحويل حمض البيروڤيك إلى طاقة؛ مما سيجعل أمام حمض البيروڤيك طريق واحد فقط، وهو أن يتحول إلى حمض اللاكتيك، ويهدف كلا الدوائين إلى زيادة تصنيع حمض اللاكتيك من حمض البيروڤيك، وتقليل إهداره في صورة طاقة.

الجدير بالذكر أنّ هذه الأدوية لم يتم تجريبها على البشر إلى الآن، ولكن نتائج الأبحاث والتجارب مبشّرة للغاية، وهو ما سيحل مشكلة كبيرة لعدد لا بأس به من الناس الذين يعانون من الصلع.

إعداد: عبدالحميد أحمد

المؤلف - ريكاب

مجلة علوم عربية تهتم بتقديم محتوى علمي لنشر الثقافة العلمية والإحاطة بكل ما هو جديد في مجالات الهواتف الذكية والإنترنت.

لا يوجد تعليقات

كتابة تعليق