احذر! لا تطيل النظر إلى نفسك في المرآة أكثر من عشر دقائق

لا تطيل النظر إلى نفسك في المرآة
  |   علوم

أنت لا تبدو بهذا الجمال صدقنى، فالموضوع أخطر من هذا بكثير، دومًا هناك شيء ما غامض متعلق بالمرآة بالرغم من كونها قطعة زجاج عاكسة إلا أنها قد لا تعكس ما يوجد امامها فعلًا، فلنقل أنها تعكس ما تراه أنت!

عادةً ما تُعَد المرآة مادة ممتازة لقصص الرعب وأساطير الأشباح أو طقوس الهالويين كلعبة “bloody mary” انظر الى المرآة ليلًا في الظلام وردد bloody mary بصوتٍ عالٍ ثلاث مرات فستظهر لك مارى اللعينة وقد تختطف روحك. حاول الكثيرون تفسير هذه الأسطورة وأرجعها البعض إلى تفسيرات روحانية أو ميتافيزقية ووجود أرواح تسكن المرايا ورأى البعض أنها قد تكون مجرد هلاوس، ولكن هل للعلم رأى في هذا؟

لحسن الحظ نعم، ففي دراسة أجراها عالم البصريات الإيطالى دكتور: caputo على مجموعة من الأشخاص طُلب منهم أن يركزوا على أعينهم في المرآة لمدة عشر دقائق في إضاءة خافتة؛ 66% من المشتركين رأوا وجوههم مشوهة الملامح، و28% شاهدوا وجوه لم يعرفوها من قبل كوجه امرأة عجوز بينما 48% رأوا وحوشا بالفعل.

حقًا غريب، كيف يمكن لمجرد التركيز في المرآة أن يُحيل وجهك إلى شخص آخر بل أسوأ إلى مخلوق آخر؟ ربما ليست المشكلة في المرآة أو في عينيك بل إنها إحدى حيل الدماغ أو الخدع البصرية مثل الألعاب التي تجدها يوميًا على الإنترنت؛ ركز في النقطة الحمراء في منتصف الدائرة وسوف تختفي الدائرة على الفور، ويرجع تفسيرها إلى ما يسمى Troxler effect، وهي ظاهرة اكتشفها الفيلسوف الطبيب Ignaz troxler في أوائل القرن التاسع عشر.

وكذلك عندما تركز على انعكاس عينيك في المرآة لمدة طويلة فإن أطراف مجال الرؤية تبدأ في الاختفاء تدريجيا Fading out وخصوصًا في وجود الإضاءة الخافتة؛ فالأعصاب البصرية كبقية الأعصاب الحسية عندما تستقبل نفس الإشارات البصرية لمدة طويلة فإن مخك يبدأ في تجاهلها ليركز على ما هو أهم -في هذه الحالة انعكاس عينيك فى المرآة-  فيما يعرف بالتكيف العصبى، تمامًا كعدم شعورك بملمس ملابسك على جلدك أو نظارتك التي ترتديها أو صوت المروحة في غرفتك.

ولكن هذا وحده لا يفسر لماذا ترى وجوه أشخاص أخرى أو وحوش بدلًا من صورتك؛ وذلك لأن مخك في هذه الحالة لا يمكنه تفسير صور ناقصة بهذا بالشكل فيبدأ في ملء الفراغات ليكوّن بهذه الملامح المشوَّهة أكثر صورة مألوفة بالنسبة له، قد تكون وحشًا رأيته في التلفاز وعلق في ذاكرتك أو وجه صادفته من قبل.

لذلك من الأفضل أن تسمع كلام والدتك في المرة القادمة ولا تطيل النظر في مرآة الحمام، فلا أضمن لك نتيجة هذا

ولكن إن كنت مصممًا فلا تنس أن تخفض الإضاءة وتغلق الباب جيدًا، فلا مجال للفرار.

إعداد: سارة يسري

المؤلف - ريكاب

مجلة علوم عربية تهتم بتقديم محتوى علمي لنشر الثقافة العلمية والإحاطة بكل ما هو جديد في مجالات الهواتف الذكية والإنترنت.

لا يوجد تعليقات

كتابة تعليق