إدمان الجراحات التجميلية

إدمان الجراحات التجميلية
  |   علوم

هل حقًا هناك شيء يستحق الدخول لتلك الغرفة المزعجة والخضوع لهذه العمليات المتكررة؟ ولماذا؟ أمن أجل التألق؟ لا أظن ذلك…
عندما يسمع الناس عن كلمة “إدمان” فأول ما يجول بخاطرهم هو إدمان المخدرات والكحول لكنني أقصد نوعًا مختلفًا هذه المرة؛ إنه إدمان الجراحات التجميلية.

هذا النوع من الإدمان يندرج تحت مسمى “الإدمان السلوكي” Behavioral Addiction عندما يكون الفرد مدمنًا لسلوك مابالرغم من النتائج السلبية الواضحة. على عكس مدمني المخدرات, فمدمنو العمليات الجراحية لديهم هوس عقلي بتشوه وجوههم وأجسامهم.

موضوعيًا ذلك يأتي من رغبة هؤلاء في الظهور بشكل لائق ولأن مفهوم الجمال أصبح منحرفًا في المجتمع اليوم فإن العديد من الرجال والنساء يؤمنون بأنهم سيكونون أجمل فقط حينما يقومون بتلك العمليات ليشبهوا نجومهم المفضلين.

من الطبيعي أن تكره شكل معين مثل أنف معوج وتسعى لعملية لتصلح ذلك ولكن هناك أناس يجدون باستمرار عيوب في مناطق حيثما لا يوجد عيب يُذكر! هؤلاء يعانون من حالة تسمى”اضطراب تشوه الجسم” Body Dysmorphic Disorder, أولئك يقنعون أنفسهم دائمًا بأنهم قبيحون في حين يجدهم الناس جذابين.

قد يصل مريض من هذا النوع بعد إجراء عملية واحدة تكون سببًا فى الثانية والثالثة تباعًا طلبًا في التميز المظهري. يمكن لذلك أن يؤثر سلبًا على حياتهم العملية وقد يعانون من الاكتئاب والاختفاء المستمر عن أعين الناس.

أسباب مرض كهذا ليست واضحة ولكن بعض الأبحاث أرجعتها إلى مقومات بيولوچية وبيئية متضمنة مقومات چينية وعصبية مثل قصور في وظائف هرمون السيروتونين Serotonin في المخ والمسؤول عن الحالة المزاجية والسلوك الاجتماعى لدى الإنسان.

مثل هذا المريض قد يسهل التعرف عليه, حيث يلجأ إلى بعض الأشياء للتمويه كاستخدام القبعات ومستحضرات التجميل والشعر المستعار, أيضًا لا ننسى أن له تاريخ مع إجراء العمليات التجميلية وقد تجده دائمًا ينظر بالمرآة أو يبتعد مشمئزًا وأيضًا تغيير الملابس بشكل مبالغ فيه.

أعني أنه إذا كنت واحدًا من هؤلاء فمن فضلك تأكد أنك لست وحيداً فإنك من ضمن 22% من الناس قد يصابون بهذا المرض.
لحسن الحظ لم يتخلى العلم عنك, وقد عرض عليك خيارات للعلاج أولها “علاج السلوك الإدراكي” Cognitive Behavioral Therapy والذي يقوم على جلسات بين المعالج والمريض في ظروف تضمن تصرف المريض بحرية تامة وفيها يقوم المعالج بالتعرف على سلوك وأفكار ومشاعر المريض ومن خلال بعض التمارين وتجارب السلوك (كالتدريب على البعد عن المرآة لوقت أطول) يصبح المريض باستطاعته تحدي تلك الأفكار السلبية.

وثانيًا لا ننسى دور الأدوية العلاجية وعلى رأسها “مثبطات استرداد السيروتونين” Serotonin Reuptake Inhibitors والتي تعمل كمضادات للاكتئاب Antidepressants تساعد في تحسين الحالة المزاجية للمريض, أكدت الأبحاث الحالية أنه بإستخدام الخيارين تحققت نتائج مذهلة. 

وإذا أردنا أن ننصف القول فمن منا لم يرى بعينه نتائج تلك العمليات المفرطة في المشاهير من تدمير للنسيج العضلي وجلد الوجه الذي لا رجعة فيه.
أخيرًا. أعتقد أنه يجب حقًا أن نشفق على أنفسنا فنحن لا نرى جمال ما خلق الله فينا.

إعداد: إنچي رستم

المؤلف - ريكاب

مجلة علوم عربية تهتم بتقديم محتوى علمي لنشر الثقافة العلمية والإحاطة بكل ما هو جديد في مجالات الهواتف الذكية والإنترنت.

لا يوجد تعليقات

كتابة تعليق