نصائح للتخلص من النوم غير المنتظم

أنت فاشل في النوم أيضًا
  |   علوم

ربما تعتقد أن مستوى فشلك يزداد فقط في الأعمال التي تتطلب مجهود أو ربما بعض الذكاء ولكن أنت أيضًا لا ترتاح بالشكل الصحيح! أنا لا أقصدك بشكل شخصي, ولكن هذه مشكلة منتشرة بشكل كبير وتُسبب كوارث بكل معنى الكلمة.

بعد يوم شاق ربما تعتقد أن الحل الأمثل الآن هو النوم فنداء السرير ربما هو أقوى تأثيرًا من أي نداء أخر يمكن للإنسان أن يتعرض له ولكن بعد نوم لساعات طويلة تستيقظ أيضا وأنت مصاب بالتعب وكأنك لم تنم إلا 20 دقيقة فقط!

قبل أن نناقش الحلول ربما يجب أن ندرك خطورة الموضوع فالشعور بالإجهاد والتعب حتى بعد قضاء فترة مناسبة في النوم ينتج عنه خسائر كبيرة… فحسب الجمعية الدولية لسلامة الطرق السريعة (NHTSA) يتسبب هذا الأمر في حوالي 2.6% من حوادث الطرق المميتة! حيث تتسبب في 886 اصطدام مميت و37000 إصابة طريق و حوالي 45000 دولار كخسائر سنوية… وهذا كله فقط بسبب الإجهاد و نقص التركيز على الطريق!

وبالحديث عن أسباب هذا الأمر ربما يكون خللًا في الساعة البيولوچية والتي يتحكم بها أحد أنوية المخ والتي تفرز بدورها بعض الهرمونات المسؤولة عن اليقظة والانتباه في اليوم. أيضًا عدد ساعات النوم غير مهم بالنسبة لكمية الضوء؛ فالضوء يمكن أن يكون مزعجًا لعملية النوم مما ينتج عنه مشاكل في النوم و تعب عند الاستيقاظ.

من الممكن أيضًا أن يكون سبب هذا كله هو ارتفاع نسبة الدهون في الجسم حيث أن ارتفاع نسبة الدهون في الجسم تجعل مستوى هرمون الليبتين مرتفع أيضًا (وهو هرمون تفرزه خلايا الدهون) فهو المسئول عن إخبار المخ أن الجسم لديه الكم الكافي للطاقة باعتبار الدهون هي أحد مخازن الطاقة في الجسم ولذلك زيادة نسبة هذا الهرمون تجعل الإنسان أكثر عرضة للتعب بعد الاستيقاظ والكسل طوال اليوم . كما أن زيادة الدهون تجعل الجسم أكثر عرضة للالتهابات والالتهابات تزيد نسبة إفراز المحركات الخلوية (Cytokines) كوسيلة للدفاع عن الجسم مما يجعل الجسم في حالة حرب ضد الالتهابات و يجعلك تشعر بالتعب أيضًا!

في النهاية للتغلب على ذلك, اضبط ساعتك البيولوچية, نم في مكان خافت الإضاءة, وقم بتقليل نسبة الدهون في جسمك حتى تنام بشكل سليم… فلدينا الكثير من المشاكل والامتحانات لمواجهتها!

هناك مرضى يسهرون ليلهم في ألم، ونصيحة الطبيب قد لا تكون إلا مسكنات بأضرارها العديدة، أو مهدئات ليست بريئة هي الأخرى من الأعراض الجانبية المتعددة. فماذا لو وجدنا بديلًا أكثر أمانا للأدوية المهدئة؟

تمكن فريق من علماء الأعصاب بـHarvard Medical School من العثور على منطقة في جذع المخ مكونة من مجموعة من الخلايا العصبية أسموها العقدة العصبية المسؤولة عن النوم، ولما قاموا بتدميرها في دماغ فئران التجارب، أصابها أرق مستمر.

ولم يكتفِ الفريق باكتشافها بل ابتكروا نظامًا للتحكم فيها وإثارتها بمادة كيميائية أو بدواء ينشطها فتفرز مادة تسمى GABA والتي تعمل كناقل عصبي محفز للنعاس، فتدفع الشخص إلى النوم العميق، وهو نظام يشبه التحكم عن بعد، فما إن تصل المادة الكيميائية إلى مستقبلاتها على تلك المنطقة العصبية حتى يبدأ العمل ويصبح النوم ممكنًا.

ما الخطوات التي أجراها أولئك الباحثون؟
على فئران التجارب أُجريت تعديلات على الچينات الموجودة في الخلايا العصبية المكونة لتلك المنطقة، والهدف من تلك التعديلات أن تصبح الخلايا قادرة على نسخ ومضاعفة الحمض النووي الڤيروسي إذا ما تم زرعه في تلك الخلايا، وقد تم استخدام حمض نووي خاص بڤيروسات لاتسبب أية أمراض، أما الجدير بالذكر فهو دور الحمض النووي: فهو يحتوي تعليمات تأمر الخلايا بتصنيع بروتينات تعمل كمستقبلات هي التي ترتبط بالدواء أو بالمادة الكيميائية السابق ذكرها.

وبالفعل نامت فئران التجربة مما أثبت نجاحها، وفتح الباب واسعًا لإعادة النظر في استخدام الأدوية المهدئة والمنومات، شفى الله مرضانا ومنحهم الصبر على الابتلاء.

المؤلف - ريكاب

مجلة علوم عربية تهتم بتقديم محتوى علمي لنشر الثقافة العلمية والإحاطة بكل ما هو جديد في مجالات الهواتف الذكية والإنترنت.

لا يوجد تعليقات

كتابة تعليق